خاص – علقت الحكومة الأمريكية تقديم المعلومات الاستخباراتية إلى كييف إضافة إلى وقف المساعدات العسكرية. ونتيجة هذا القرار باتت الآن معروفة. حيث منعت مجموعة التكنولوجيا الأمريكية “ماكسار” أوكرانيا من الوصول إلى صور أقمارها الصناعية. وقررت واشنطن منع وصول أوكرانيا بشكل مؤقت إلى خدمة الصور الفضائية Global Enhanced Geoint Delivery، كما أكدت متحدثة باسم وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية الأمريكية، المسؤولة عن خدمة صور الأقمار الصناعية.
وأكد عدد من المسؤولين حظر الوصول إلى المدونة العسكرية الأوكرانية “Militarnyj” بشرط عدم الكشف عن هويتهم. وينطبق هذا على الحسابات الحكومية والحسابات الخاصة على السواء. وبحسب موقع “Militarnyj”، فإن في خلفية ذلك التوقف المؤقت لإرسال المعلومات الاستخباراتية إلى كييف من قبل الولايات المتحدة.
وفي أعقاب الخلافات التي تفجرت في اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، لم توقف الحكومة الأمريكية مساعداتها العسكرية فحسب، بل أوقفت مؤقتاً تقديم المعلومات الاستخباراتية لأوكرانيا.
ووصف موقع “Militarnyj” شركة “ماكسار” بأنها ربما تكون المزود الرائد لصور الأقمار الصناعية التجارية للمستخدمين في أوكرانيا عندما يتعلق الأمر بحركة القوات الروسية أو عواقب الأضرار التي تلحق بالمواقع المهمة سواء في الأراضي المحتلة أو في روسيا.
على الرغم من أن شركة “ماكسار” ليست مملوكة للحكومة، فإن الحكومة الأمريكية هي واحدة من أكبر عملائها. وكما توضح الشركة نفسها على موقعها الإلكتروني، فإنها توفر 90% من “البيانات الجغرافية المكانية الأساسية” التي تتعامل معها الحكومة الأمريكية. وتستخدم خرائط Google أيضاً صور الشركة هي الأخرى.
ماذا تستطيع الاستخبارات الفرنسية أن تفعل؟
تريد فرنسا دعم أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية بعد الانسحاب الأمريكي. ولكن ماذا تستطيع الخدمات الفرنسية أن تفعل؟ فبعد أن أوقفت الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، تنوي فرنسا سد هذه الفجوة الكبيرة. لكن نظرة سريعة على ترسانة وكالة الاستخبارات تظهر أن هذا الدعم لا يمكن أن يعوّض سوى جزء بسيط من إحداثيات الاستخبارات الأمريكية.
تملك فرنسا وجهاز استخباراتها الخارجية DGSE 15 قمراً صناعياً عسكرياً. وإذا أضفنا أقمار شركة الفضاء الفرنسية إيرباص، فقد يرتفع العدد. ومع ذلك، بالمقارنة مع الولايات المتحدة، فإن هذا الرقم لا يجوز للمقارنة. فجميع الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الناتو مجتمعة تمتلك نحو 50 من هذه الأقمار الصناعية، مقابل نحو 250 للولايات المتحدة.
إمكانية تقديم فرنسا للصور
تستخدم فرنسا نظام CERES، وهو عبارة عن ثلاثة أقمار صناعية تنتج الصور مجتمعة. ويقدم هذا النظام نتائج دقيقة للغاية. فبمساعدة CERES، أصبح من الممكن، على سبيل المثال، تعقب المعلومات حول مراكز القيادة أو أنظمة الدفاع الجوي. وبالنسبة لأوكرانيا، قد تكون هذه الأمور ذات أهمية كبيرة لشن هجمات على أهداف خلف خطوط المواجهة. ففي الوقت الحالي، أصبحت أنظمة صواريخ HIMARS أقل فعالية بشكل كبير بدون الإحداثيات التي تقدمها الولايات المتحدة.
تمتلك فرنسا أربع طائرات من طراز بوينغ إي-3 سينتري وثلاث طائرات من طراز غرومان إي-2 – وكلاهما طرازان للطائرات متخصصان في الاستطلاع الجوي. ويمكن لفرنسا أن تستخدم الطائرات تلك للتعويض عن جزء من فقدان المعلومات.
وتحصل أوكرانيا على صور الأقمار الصناعية ليس فقط من الدول الداعمة، بل أيضاً من الشركات الخاصة. والآن، بعد أن توقفت بعض الشركات الأمريكية عن تزويد أوكرانيا بالصور، لا تزال كييف تتلقى الأخيرة – على سبيل المثال – من الشركة الفنلندية ICEYE. لذلك، فإن أوكرانيا لم تنقطع بعد بشكل كامل عن معلومات صور الأقمار الصناعية.