وكالات ـ في مقابلة على قناة تلفزيونية محلية الإثنين في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، حذّر وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو من خطر اندلاع حرب أهلية في لبنان ومن انهيار كامل لهذا البلد في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. واعتبر أن وقف إطلاق النار إنما هو ” ضرورة لأمننا الجماعي”.
قال الوزير الفرنسي في تصريحه لقناة “إل سي إي” LCI المحلّية ” إن موقفنا، في الوقت الراهن، قائم خصوصا على التخوّف من اندلاع حرب أهلية وشيكة في لبنان”. ودعّم تحذيره بالإشارة إلى المجتمعات النازحة و” الديناميات القوية جدا بين المذاهب” و”إضعاف حزب الله…”.
واعتبر أن وقوف فرنسا إلى جانب لبنان في هذه المرحلة إنما يهدف إلى تجنيب هذا البلد الحرب، مؤكداً “هل هدفنا هو عدم اندلاع حرب أهلية في لبنان؟ الجواب هو نعم. هل نحن من الدول الغربية القليلة التي حشدت هذا القدر من الطاقة والوسائل لهذا الهدف؟ من المؤكد أن نعم، وهذا يفسر أيضًا التفرد الفرنسي”. “نحن هنا لمحاولة تجنّب حرب الأديان والحرب الأهلية في لبنان، وبحكم التعريف، فهذا يتطلب بذل جهود كبيرة “.
وفي معرض حديثه عن المؤتمر الدولي حول لبنان المقرّر عقده يوم الخميس في 24 تشرين الأول/ أكتوبر في باريس، اعتبر لوكورنو أنه إلى جانب تناوله القضايا الإنسانية، يسعى المؤتمر إلى “منح الجيش اللبناني الوسائل اللازمة لضمان سيادة الدولة لاسيما إلى الجنوب من نهر الليطاني، وهي المنطقة التي لم ينسحب منها حزب الله على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي 1701”.
أشار لوكورنو كذلك إلى أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يعتزم طلب “مساعدة أمنية ” في كل ما يتعلق “بالجيش وقوى الأمن الداخلي” خلال هذا المؤتمر.
لوكورنو: ” قوات اليونيفيل تتعرض لاستهداف مباشر من الجيش الإسرائيلي وهذا مؤسف”
أما في ما يتعلق بقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ” اليونيفيل”، أعرب لوكورنو عن أسفه “لعدم اتّخاذ الجيش الإسرائيلي على الدوام التدابير الأمنية اللازمة في عملياته”.
وقال إنه من الواضح أنّ حزب الله يستخدم وحدات اليونيفيل غطاء في عملياته، لكنّه ذكّر بأنّ مواقع هذه القوة “تعرّضت لاستهداف مباشر” من جانب الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي.
وشدّد الوزير الفرنسي على أنّ “تعاقب الانتصارات التكتيكية” لإسرائيل في المواجهة مع حزب الله ” لا يوفر آفاقا جلية وتلقائية لأمن دولة إسرائيل على المديين المتوسط والطويل”.
واعتبر لوكورنو أن ” الحاجة اليوم تدعو إلى إيجاد سبل للمناقشة وخفض التصعيد”، خاصة “أن إيران ليست منغلقة على هذا المنظور”، وأضاف ” أما التصعيد من أجل التهدئة فهو يؤدي في الغالب إلى تصعيد أكبر في الوقت الحالي”.
أشار لوكورنو أيضاً إلى أن الحوادث على الشريط الحدودي في جنوب لبنان خلال ال48 ساعة الماضية كانت عنيفة جداً وتمثلت بمعارك وهجمات مباشرة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، وتعرضت خلالها قوات “اليونيفيل” إلى عمليات اقتحام لمراكزها. مؤكداً أن وقف إطلاق النار المطلوب من إسرائيل “إنما هو طلب أمني من منطلق احترام القانون الدولي”.