الحرة بيروت ـ خاص
يصادف الأول من آذار/مارس من كل عام اليوم العالمي للكرسي المتحرك، وهو مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الكراسي المتحركة في تعزيز استقلالية الأفراد وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع. ويعدّ هذا اليوم فرصة لإثارة النقاش حول التحديات التي يواجهها مستخدمو الكراسي المتحركة، إضافة إلى التقدم المحرز في مجالات التكنولوجيا الداعمة، والبنية التحتية الشاملة، والسياسات الداعمة لإمكانية الوصول.
أهمية الكراسي المتحركة في حياة الأفراد
تعدّ الكراسي المتحركة وسيلة حيوية لملايين الأشخاص حول العالم، فهي لا تقتصر على كونها أداة للتنقل فحسب، بل تمثل أيضاً رمزاً للاستقلالية وحرية الحركة. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 75 مليون شخص حول العالم يعتمدون على الكراسي المتحركة، ما يستدعي تعزيز الجهود لضمان توافرها بجودة عالية وأسعار معقولة، إضافة إلى تطوير السياسات التي تضمن لمستخدميها حياة أكثر استقلالية وكرامة.
حملة “Unstoppable” ودور ISWP في تعزيز الوعي
في هذا العام، أطلقت الجمعية الدولية لمتخصصي الكراسي المتحركة (ISWP) حملة “Unstoppable”، والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول حقوق مستخدمي الكراسي المتحركة، ودعم المبادرات التي تعزز إمكانية الوصول والاندماج الاجتماعي لهم. وتسعى هذه الحملة إلى تسليط الضوء على قصص النجاح، وتعزيز الحوار بين صنّاع القرار والجهات الفاعلة في المجال لضمان تحسين الخدمات المقدمة لهذه الفئة.
مبادرة SESOBEL نحو تجربة تفاعلية لتعزيز الإدراك والوعي
في إطار الاحتفال بهذا اليوم، نظّمت مؤسسة SESOBEL فعالية خاصة يوم الخميس الماضي استكمالاً للمبادرة التي أطلقتها العام الماضي. واستهدفت الفعالية تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:
- رفع الوعي من خلال تسليط الضوء على التحديات اليومية التي يواجهها مستخدمو الكراسي المتحركة.
- تعزيز التعليم عبر نشر المعرفة حول حلول التنقل وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
- ترسيخ الشمولية من خلال تشجيع التعاون لخلق بيئات أكثر إمكانية الوصول للجميع.
هذا وتضمنت الفعالية أربع ورش عمل تفاعلية أُقيمت بين الساعة 10:00 صباحًا و12:00 ظهراً، وشملت:
- التعرف على أنواع الكراسي المتحركة، ووضعيات الجلوس الصحيحة، وأنواع الوسائد، إلى جانب التوصيات العالمية لاستخدامها وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
- تجربة استخدام الكرسي المتحرك وفق الإرشادات الدولية، لمنح المشاركين فرصة اختبار الواقع اليومي لمستخدمي هذه الوسيلة.
- المشاركة في أنشطة رياضية ترفيهية، مثل “التجوال الممتع”، إضافة إلى تجربة التنقل عبر جهاز “Joelette” المصمم للمشي لمسافات طويلة.
- تبادل التجارب الشخصية ومشاركة الانطباعات حول استخدام الكراسي المتحركة، ما ساعد المشاركين على اكتساب فهم أعمق للتحديات التي يواجهها مستخدموها.
إشراك طلاب الجامعات لتعزيز التوعية
كجزء من جهود نشر الوعي المجتمعي، استضافت SESOBEL طلاباً من ست جامعات لبنانية، حيث أتيحت لهم فرصة خوض تجربة عملية لاختبار تحديات مستخدمي الكراسي المتحركة ومشاركة أفكارهم وانطباعاتهم عقب الفعالية. كما شهد الحدث تفاعلاً مميزاً من قِبل الحضور، ما عزز من مستوى الوعي بأهمية تمكين هذه الفئة من المشاركة الكاملة في الحياة اليومية.
نحو مجتمع أكثر شمولية واستدامة
من خلال هذه الفعاليات والمناقشات، تؤكد SESOBEL مرة جديدة التزامها بالعمل على إحداث تغيير دائم في المجتمع من خلال الدفاع عن حقوق مستخدمي الكراسي المتحركة، وتعزيز ثقافة المساواة والكرامة وإمكانية الوصول. وتأتي هذه المبادرات في سياق أوسع يسعى إلى تحسين جودة الحياة لهذه الفئة، سواء من خلال تطوير البنية التحتية، أو تعزيز السياسات الداعمة، أو التوسع في نشر التقنيات المبتكرة التي تسهل الحركة والتنقل.
معاً، يمكننا بناء عالم أكثر شمولاً، حيث يتمتع الجميع بإمكانية التنقل بحرية وكرامة، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجههم.
