الخميس, نوفمبر 6, 2025
23.4 C
Beirut

الأكثر قراءة

إصدارات أسبوعية

في ظل ضغوط ترامب.. هل يبقى المحور الألماني-الفرنسي صامداً في وجه تحديات أوروبا الكبرى؟

جريدة الحرة 

وكالات ـ في أول زيارة رسمية يقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى برلين منذ تولّي المستشار فريدريش ميرتس منصبه، طغت ملفات التسلّح، وأمن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والنزاع التجاري مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الحرب في غزة، على جدول المحادثات بين الزعيمين الأوروبيين.

وعلى الرغم من التفاهمات المتزايدة التي تشهدها العلاقات بين باريس وبرلين، لا تزال بعض الملفات تُثير تباينات حادّة، أبرزها تمويل الصناعات الدفاعية ومستقبل الاستقلال الأمني الأوروبي.

ملف التسلّح: خلافات التمويل والقيادة

منذ إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعاظمت التحديات الأمنية التي تواجه الاتحاد الأوروبي، خصوصًا مع تراجع الالتزام الأميركي التقليدي تجاه أمن أوروبا، وتصاعد التهديد الروسي في أوكرانيا.

وفي هذا السياق، سعى الأوروبيون إلى سدّ فجوة التسلّح، وهو ما انعكس في محادثات ماكرون وميرتس، التي استمرّت لثلاث ساعات حتى ساعة متأخرة من مساء الأربعاء. وركّزت المحادثات على الصناعة الدفاعية المشتركة، لا سيما مشروع الطائرة القتالية الأوروبية المستقبلية FCAS، الذي تشارك فيه شركات داسو الفرنسية، وإندرا الإسبانية، في تحالف ثلاثي.

وفيما يطالب ماكرون باعتماد تمويل أوروبي مشترك عبر الديون، يبدي ميرتس تحفّظًا واضحًا على هذه الآلية. ورغم ذلك، توصّل الجانبان إلى اتفاق يقضي بتسوية الخلافات حول المشروع قبل نهاية شهر آب/أغسطس، بحسب ما أعلنه المستشار الألماني.

التصدي للرسوم الجمركية الأميركية: تنسيق أوروبي مشترك

على صعيد النزاع التجاري المتجدد مع إدارة ترامب، أظهرت المحادثات الألمانية–الفرنسية تنسيقًا متقدّمًا، سبقته لقاءات لميرتس مع المفوضية الأوروبية. ويستعد الاتحاد الأوروبي للرد على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات الأوروبية، في حال فشل المفاوضات المقرّرة في الأول من آب/أغسطس.

وأكد ماكرون خلال زيارته أنه متّفق مع ميرتس على استراتيجية تنسيق الردّ الأوروبي، مع تلميحات من الأخير إلى إمكانية التوصّل إلى تسوية وشيكة مع إدارة ترامب.

هل يتمكّن المحور الفرنسي–الألماني من التصدي لأزمات أوروبا؟

أظهرت اللقاءات الثنائية بين ميرتس وماكرون وجود توافق عام حول التحديات الكبرى التي تواجه القارة، لا سيما في ما يتعلّق بالحرب في أوكرانيا، والتهديدات الروسية، والضغط الأميركي.

غير أن الطرفين لم يُخفيا وجود تباينات في بعض الملفات الجوهرية، وعلى رأسها مسألة الاستقلال الدفاعي الأوروبي، وتمويل الصناعات العسكرية، وبناء جيش موحّد للاتحاد.

وفي ضوء تلك التحديات، يعوّل الطرفان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المملكة المتحدة، سواء في ما يتعلق بالمظلّة النووية، أو بتطوير منظومات الصواريخ والطائرات القتالية.

لكنّ المعضلة المركزية تبقى في بطء التقدّم الأوروبي نحو استراتيجية أمنية مستقلة عن الولايات المتحدة، وعجز الاتحاد حتى الآن عن بلورة رؤية موحّدة لمستقبل الأمن والدفاع الأوروبيين.

https://hura7.com/?p=62414

الأكثر قراءة