DW ـ أعلنت السلطات اللبنانية يوم السبت (15 شباط/فبراير 2025) عن توقيف أكثر من 25 شخصاً غداة إصابة ضابطين من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) بهجوم على موكبهما على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت كان قد أغلقه حشد من أنصار “حزب الله”، فيما تعهد الرئيس جوزيف عون أن ينال منفذوه “عقابهم”.
وندّدت الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية بهجوم الجمعة على اليونيفيل الذي جاء بينما كان عشرات من مناصري الحزب يقطعون الطريق المؤدي إلى مطار بيروت الدولي للّيلة الثانية على التوالي احتجاجاً على إبلاغ السلطات خطوط ماهان الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران.
وبعد ظهر السبت كذلك، تظاهر المئات من مناصري الحزب على الطريق المؤدي إلى المطار بدعوة منه “استنكاراً للتدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط”. ورفع المحتجون صور الأمين العام السابق لـ”حزب الله” حسن نصرالله وأعلام الحزب والأعلام اللبنانية وسط انتشار أمني كبير.
وتعتبر دول عديدة “حزب الله” اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وألقت الأجهزة الأمنية قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قطعوا الطريق المؤدي إلى المطار، قبل أن يتراجع هؤلاء.
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار في مؤتمر صحافي يوم السبت أنه: “حتى الآن، لدينا أكثر من 25 موقوفاً لدى مخابرات الجيش اللبناني… وهناك موقوف عند شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي”. وأوضح أن “هذا لا يعني أن هؤلاء الموقوفين ارتكبوا الاعتداء على اليونيفيل، لكن التحقيقات سوف تظهر من هو المسؤول ومن المرتكب” كما أنها “ستتواصل بشكل جدي جداً”.
من جهته، دان رئيس الجمهورية جوزيف عون الاعتداء وأكد أن “المعتدين سينالون عقابهم”.
حرية التعبير مصانة بالدستور. لكن…!
وطالبت اليونيفيل يوم الجمعة الماضي في بيان لها “السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة” الذي أدّى إلى إصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته شوك ياهادور داكال النيبالي الجنسية. وأكّدت نائبة المتحدث باسم اليونفيل كانديس أرديال لفرانس برس أن نيبالياً آخر من قوات حفظ السلام أصيب في الهجوم وأدخل أيضاً إلى المستشفى.
وأكد رئيس الحكومة نواف سلام في تصريح يوم السبت بعد لقائه رئيس الجمهورية أن “حرية التعبير مسألة مصانة بالدستور… لكن إذا حصلت محاولة لقطع طرقات واعتداء على الأملاك العامة والخاصة، فعلى القوى الأمنية أن تتصدى لأعمال الشغب هذه”.
وكان سلام دان الجمعة الماضي بشدة “الاعتداء الإجرامي على آليات وعناصر اليونيفيل”. وخلال اجتماع مع وزير الداخلية يوم السبت، شدّد على أهمية الحفاظ على الأمن “على كافة الأراضي اللبنانية”، وفق بيان صادر عن مكتبه.
من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني أن ما حدث “تصرفات مرفوضة ومدانة، ولا يمكن السماح بتكرارها”، مضيفاً أن القضاء باشر تحقيقاته الميدانية، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
أما الجيش فتعهّد العمل “بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلّين بالأمن”.
ولم تعرف على الفور هويات الأشخاص الذين أحرقوا السيارة. لكن ليل الجمعة، أظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي متظاهرين، بعضهم ملثّمون يرفعون أعلام “حزب الله”، يتعرّضون لرجل بالزي العسكري ولآخر بالزي المدني قرب سيارة اليونيفيل المحترقة.
وفي حين لم يصدر “حزب الله” على الفور أي تعليق، اعتبرت حليفته حركة “أمل” بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “الاعتداء على اليونيفيل هو اعتداء على جنوب لبنان”. وأشارت الحركة في بيانها إلى أن “قطع الطرقات في أي مكان كان هو طعنة للسلم الأهلي”.
واتّهمت إسرائيل مراراً الحزب باستخدام المطار الوحيد في لبنان لنقل أسلحة من إيران، ما ينفيه الحزب ومسؤولوه.
ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر اتفاق لوقف النار بين إسرائيل و”حزب الله”، أعقب مواجهة مفتوحة بينهما، وتم التوصل إليه بوساطة أميركية ورعاية فرنسية. وكان يفترض تطبيق بنوده ضمن مهلة 60 يوماً، قبل أن يتم تمديدها حتى 18 شباط/فبراير.
وشنّت مسيّرة إسرائيلية السبت غارة على بلدة في جنوب لبنان، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية.