الأربعاء, مايو 21, 2025
14.5 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

لغتنا الحيّة

جريدة الحرة

لعلّ أروع روايات نجيب محفوظ هي “أولاد حارتنا”.

يقال إنّ محفوظ أراد من خلالها أن يعيد كتابة تاريخ الإنسانيّة، منذ أن كان الإنسان الأوّل.

ولمّا كان غير راغب في انتهاك القدسيّات بجعل الله والملائكة وإبليس وآدم… شخصيّات في رواية، فقد وجد الحلّ في “الحارة” التي أسّسها “الجبلاوي”، وهو الشخصيّة التي رمز بها إلى الله الذي جبل الطين وصنع منه آدم.

أمّا ابن الجبلاوي الذي تسلّم الفردوس فهو “أدهم”، وواضح من صياغة إسمه أنّه يرمز إلى آدم.

وأمّا الجارية التي تزوّج بها أدهم فهي “أميمة” وهي ترمز إلى  حوّاء (أمّ البشر)، وقد طرد بسببها من الفردوس.

غضب “إدريس” شقيق أدهم الكبير لأنّه أبعد عن إدارة الفردوس وتمرّد فطرده الجبلاوي إلى الخارج كما طرد إخوته عبّاس ورضوان وجليل.  ومنذ ذلك الحين صار همّهم العودة إلى الفردوس، كما يهمّ المؤمنين أن يصيروا إلى الجنّة.

و”إدريس” يرمز إلى إبليس وإضماره الشرّ.

وقد وضعت أميمة الطفلين: قدري، الذي يرمز إلى قابيل، وهمّام، الذي يرمز إلى هابيل.

وكما قتل قابيل هابيلَ غيرةً وحسدًا، قتل قدري همّامًا غيرةً وحسدًا.

وكما نمت البشريّة وتكاثرت من نسل آدم، نمت حارة الجبلاوي وتكاثرت من نسل أدهم.

وهكذا جعل محفوظ من اللغة العربيّة الحيّة ميدانًا لتحقيق حيلته الفنّيّة!

https://hura7.com/?p=52408

الأكثر قراءة