DW ـ كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله إنه يرغب في الحصول على المعادن النادرة الأوكرانية وقال: “أريد أن تكون أموالنا مؤمّنة لأنّنا ننفق مئات مليارات الدولارات. ربما يتوصلون (الأوكرانيون) إلى اتفاق وربما لا يتوصلون إليه.
واعتبر ترامب أن أوكرانيا قد تصبح “روسية يوماً ما” مجدداً رغبته بأن تحصل بلاده على معادن نادرة من أوكرانيا مقابل المساعدات التي تقدّمها لكييف، وذلك قبل اجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس.
وبعد ثلاث سنوات من بدء الهجوم الروسي، أحيت إعادة انتخاب ترامب الذي تعهد إنهاء الحرب “في 24 ساعة”، التكهنات بشأن محادثات سلام. ولطالما رفض زيلينسكي فكرة التفاوض، قائلاً إنه يريد الانتصار على روسيا في ساحة المعركة. لكن أوكرانيا تواجه صعوبات أمام الجيش الروسي الذي يتقدم في شرق أراضيها، كما تخشى كييف أن تجف المساعدات الأمريكية.
وفي الوقت الذي ستتكثف فيه الاتصالات الرفيعة المستوى في الأيام المقبلة بين واشنطن وكييف، كرر الرئيس الأمريكي على قناة “فوكس نيوز” أنه يرغب في الحصول على المعادن النادرة الأوكرانية وأضاف: “ربما يصبح الأوكرانيون روساً يوماً ما، وربما لا يصبحون روساً يوماً ما”.
وتابع الرئيس الجمهوري بأنه طلب من كييف ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة التي تُستخدم بشكل خاص في صناعة الإلكترونيات. واوضح: “أريد استرداد هذه الأموال (…) على الأقل بهذه الطريقة لا نشعر بأننا أغبياء”.
وكان الرئيس الأوكراني أكد الأسبوع الماضي أن بلاده مستعدة لاستقبال “استثمارات من شركات أمريكية” في معادنها النادرة، مشدداً على أن “جزءاً من مواردنا المعدنية” موجود في المنطقة المحتلة. وتسيطر روسيا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
وأشار زيلينسكي الاثنين إلى أنه يجري التنظيم للقاء مع ترامب، لكن الموعد لم يحدد بعد.
وكان ترامب أكّد في وقت سابق الإثنين أنّ كيث كيلوغ، مبعوثه الخاص المكلّف السعي لوقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، سيزور كييف في 20 شباط/فبراير. والجمعة، سيحضر زيلينسكي مؤتمر ميونخ للأمن حيث سيلتقي نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، وفقاً للرئاسة الأوكرانية.
مخاوف أوكرانية من خسارة الحرب
بالإضافة إلى فانس، يتضمن الوفد الأمريكي كيلوغ ووزير الخارجية ماركو روبيو، وفق ما أعلن رئيس المؤتمر كريستوف هيوسغن للصحافة.
وتأتي هذه اللقاءات فيما تتقدم روسيا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا حيث سيطرت على العديد من البلدات خلال العام الماضي، معظمها دمر تماماً بسبب أشهر من القصف الروسي.
وصباح الثلاثاء، أعلن وزير الطاقة الأوكراني، غيرمان غالوشتشينكو، أن بلاده فرضت قيوداً طارئة على إمدادات الكهرباء، متحدثاً عن هجوم روسي على نظام الطاقة. وقال غالوشتشينكو على وسائل التواصل الاجتماعي: “حتى هذا الصباح، ما زال قطاع الطاقة يتعرض للهجوم”، مضيفاً: “بهدف تقليل التداعيات المحتملة على نظام الطاقة، يطبّق مشغل نظام نقل الكهرباء قيوداً على إمدادات الطاقة في حالات الطوارئ”. وخلال الليل، أطلق الجيش الأوكراني إنذارات جوية في العديد من المناطق، متحدثاً عن تهديدات مسيّرات وصواريخ بالستية.
من جهتها، أفادت السلطات المحلية بهجمات في العديد من المناطق بما فيها زابوريجيا (شرق) وبولتافا (وسط شرق) ودنيبروبتروفسك (شرق)، ما تسبب في وقوع إصابات.
وقبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الثالثة لبدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، دعا زيلينسكي الاثنين إلى “سلام حقيقي وضمانات أمنية فعالة” لبلاده.
وتخشى كييف أي تسوية لا تتضمن التزامات عسكرية حازمة، مثل العضوية في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو نشر قوات لحفظ السلام، مقدّرة أنه خلافاً لذلك، سيتمكن الكرملين من التحضير لهجومه التالي.
من جهته، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً عن استعداده للتفاوض، شرط أن تلتزم أوكرانيا مطالبه وهي التنازل عن أربع مناطق في جنوب البلاد وشرقها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 والتخلي عن فكرة الانضمام إلى الناتو. لكنها شروط اعتبرتها كييف غير مقبولة.
وقال زيلينسكي في وقت سابق من هذا الشهر إنه مستعد لإجراء مفاوضات مباشرة مع بوتين “إذا كان هذا هو الترتيب الوحيد الذي يمكننا من خلاله إحلال السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح”. وذكرت صحيفة “نيويورك بوست” السبت أن ترامب وبوتين أجريا مكالمة هاتفية. لكن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف رفض تأكيد أو نفي هذا الاتصال.