جريدة الحرة
وكالات ـ في تطوّر لافت بشأن الملف النووي الإيراني، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن تلقيه اتصالاً من نظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، حيث اتفق الطرفان على تسريع وتيرة المفاوضات بين إيران والقوى الأوروبية. ويبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى إحياء المسار الدبلوماسي المتعثر منذ أشهر، في ظل توتر إقليمي متصاعد.
وفي السياق ذاته، شدّد ماكرون عبر منشور على منصة “إكس” على ضرورة أن تلتزم إيران بعدم امتلاك السلاح النووي، مطالباً إياها بتقديم الضمانات الكاملة التي تؤكد سلمية برنامجها النووي. ومن الواضح أن باريس تسعى إلى فرض ضوابط صارمة تحول دون انزلاق طهران نحو التسلح النووي، وهو ما تُعبّر عنه بوضوح مواقفها المتكررة.
ومن جانب آخر، أعلن ماكرون في بيان مشترك مع كل من بريطانيا وألمانيا عن نيّة الدول الثلاث تقديم عرض تفاوضي شامل لإيران، بما يعكس حرصاً أوروبياً مشتركاً على احتواء الأزمة وتفادي مزيد من التصعيد. كما أكد الرئيس الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي مع القادة الأوروبيين، على أهمية الدور الرقابي الذي تلعبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً أن مواصلة أنشطتها في إيران أمر ضروري لضمان عدم تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية.
وأجرى وزراء خارجية الدول الأوروبية المعنية، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، محادثات مباشرة مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في جنيف، وذلك بعد أسبوع من اندلاع الحرب. وقد تركزت المحادثات على ضرورة استئناف الحوار مع واشنطن، غير أن عراقجي ربط هذا الانفتاح بوقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، مما يعكس تعقيد المشهد وتشابك العوامل السياسية والأمنية فيه.
وفي منشور لاحق، أوضح ماكرون أن تسريع التفاوض يهدف بالأساس إلى احتواء النزاع الحالي وتفادي انزلاقه إلى مستويات أكثر خطورة. كما أعرب عن قلقه العميق إزاء تطورات البرنامج النووي الإيراني، مجدداً التأكيد على موقف بلاده الرافض قطعاً لامتلاك طهران لأي قدرة نووية عسكرية، ومطالباً بتوفير ضمانات تثبت الطابع السلمي لهذا البرنامج.
وبعيداً عن الملف النووي، استغل ماكرون الاتصال الهاتفي مع نظيره الإيراني ليُجدد مطالبته بالإفراج عن الفرنسيَين سيسيل كولر وجاك باريس، المحتجزين في إيران منذ مايو 2022 بتهمة التجسس. ووصف الرئيس الفرنسي احتجازهما بأنه “غير إنساني وغير عادل”، في موقف يعكس حرص باريس على حماية مواطنيها إلى جانب سعيها لتهدئة التوترات مع طهران.