وكالات ـ ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء يوم الجمعة 11 أبريل/نيسان بـ”المعلومات المغلوطة” التي تم ترويجها بشأن نوايا فرنسا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأعرب في بيان نشره عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي عن أسفه لما يتم نشره على منصة إكس “بخصوص نوايانا المتعلقة بغزة”، مشددا على ضرورة عدم الانجرار وراء الشائعات والافتراءات.
خلال رحلة عودته من مصر يوم الأربعاء 9 أبريل/نيسان، أعلن ماكرون أن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية قد يتم في يونيو/حزيران المقبل على هامش مؤتمر ستترأسه فرنسا بالتعاون مع السعودية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بشأن الوضع في قطاع غزة، مع وضع ذلك في إطار تحرك متبادل للاعتراف بإسرائيل من قبل البلدان العربية.
غير أن موقف ماكرون أثار على الفور احتجاجات واسعة في صفوف اليمين واليمين المتطرف في فرنسا. وكان رئيس الكتلة النيابية لحزب “الجمهوريون” لوران فوكييه، المرشح المحتمل للرئاسة الفرنسية، قد قال “حين تتلقى فرنسا تهنئة من حماس… أشعر بالخجل”.
وجاء ذلك عقب تصريح للقيادي في حركة حماس محمود مرداوي، الذي اعتبر أن إعلان ماكرون عن خطة للاعتراف بالدولة الفلسطينية بحلول يونيو/حزيران يعد “خطوة مهمة” من شأنها إحداث “تغيير إيجابي في الموقف الدولي” بشأن حقوق الشعب الفلسطيني.
من جهته، اعتبر رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا أن اعترافاً بالدولة الفلسطينية “سيكون بمثابة منح حماس، الحركة الإسلامية الإرهابية، صفة محاور شرعي”.
“علينا ألا ندخر أي جهد”
كما جدد ماكرون تأكيده على “الحق المشروع للفلسطينيين بدولة وبالسلام، وكذلك بحق الإسرائيليين بالعيش بسلام وأمن، وباعتراف البلدان المجاورة بالاثنين معاً”.
وشدد على “وجوب أن يشكل المؤتمر الذي سيعقد في حزيران/يونيو منعطفاً”، وقال “أبذل أقصى الجهود مع شركائنا من أجل التوصل إلى هدف السلام هذا.. لكني ننجح علينا ألا ندّخر أي جهد”.
وتزايدت الدعوات دعما لحل الدولتين منذ أن اندلعت في غزة الحرب التي أشعل فتيلها هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ماكرون يسير على خطى ميتران وشيراك
وتجدر الإشارة إلى أن موقف ماكرون يتماشى مع الرؤية الفرنسية التي بدأت مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في عام 1982، حين دعا إلى أن يكون للفلسطينيين وطن، معتبراً أن “الواجب على فرنسا هو أن تكون دائماً على نفس الموقف”.
ثم جاء الرئيس السابق جاك شيراك الذي قال في عام 1996 إن “الاعتراف بدولة فلسطينية ليس تهديداً بل خطوة ضرورية من أجل الأمن”.
تعترف بالدولة الفلسطينية نحو 150 دولة حول العالم. وفي مايو/آيار 2024، اتخذت آيرلندا والنرويج وإسبانيا هذه الخطوة، ثم تبعتها سلوفينيا في يونيو/حزيران من نفس السنة.