الحرة بيروت – بقلم: ماهر أبو شقرا
أمام مجتمعنا اللبناني اليوم مهمّة كبرى، وهي منع تحوّل الانقسام الحاد حول النصر والهزيمة إلى فجوة مجتمعية كبيرة، فيتسلّل من خلالها النظام الصهيوني والنظام الإيراني، اللذان يريدان إبقاء لبنان ضعيفاً ومشرذماً وأرضاً مستباحة لباقي الأمم والمشاريع.
إلى من يعلنون الهزيمة اليوم؟ تذكّروا أن لا معنى للهزيمة إن لم نستخلص منها الدروس والعبر. وأهمّها هو أنّ وحدة مجتمعنا هي الركن الأساس الذي من دونه لا وجود للبنان. والوحدة الفعلية لمجتمعنا إنّما هي في قانون مدني موحّد وقضاء مدني موحّد، وفي سلطة قضائية قادرة وعادلة ومستقلّة، وفي العدالة والتوازن في الإنماء بين جميع المناطق على الأرض اللبنانية، وفي الفصل الكامل للدين عن السياسة.
وإلى من يرفعون رايات وإشارات النصر اليوم؟ تذكّروا أن لا معنى للانتصار إذا لم نترجمه بخطوات حثيثة وعملية للانتقال من “لبنان ائتلاف العشائر الطائفية” إلى “لبنان الجمهورية الفعلية”. ومن الكيان الهجين الذي يديره زعماء العشائر الطائفية إلى الدولة القادرة والعادلة ذات السيادة الكاملة.
- الدولة القادرة على حماية المجتمع والأرض ولجم أمراء العشائر الطائفية.
- الدولة العادلة مع كلّ مجتمعها وجميع مناطقها.
- الدولة ذات السيادة الكاملة على أرضها وأمنها وقرارها السياسي.
أمّا في واقع الأمر، فنحن حتماً لم ننتصر، فلا انتصار فوق حطام قرى جبل عامل ومدنه، وفوق حطام الضاحية والبقاع وباقي المناطق اللبنانية، وقد فشلت منظومة الردع في ردع الدمار عن أرضنا.
ونحن حتماً لم ننهزم، إذ نجحنا في حماية وحدة مجتمعنا في أصعب الظروف، ونجحنا في الصمود رغم كلّ شيء.
أمّا عملياً، فإنّ الأهم هو التالي: لقد توقّفت الحرب الإسرائيلية على لبنان، وبات حزب الله ملزماً اليوم في تطبيق بنود اتفاق الهدنة الجديد، بما يشمله من تسليم لسلاحه وتفكيك لبنيته العسكرية. ذلك فضلاً عن الالتزامات العلنية لأمينه العام، نعيم قاسم، والتي تشمل:
- عودة النازحين وإعادة الإعمار.
- التزام حزب الله بالدستور اللبناني وباتفاق الطائف.
- التزام حزب الله بانتخاب رئيس للجمهورية.
- التزام حزب الله بالمسار السياسي، وإيجاد إطار لانضواء قدراته العسكرية الباقية في الدولة.
آن الأوان لانطلاق مشروع بناء الدولة القادرة والعادلة ذات السيادة الكاملة، وهو مشروع لا يحتمل التأجيل.