وكالات ـ قال مصدر إسرائيلي مسؤول إن تل أبيب ستعلن مساء الثلاثاء قرارها بخصوص وقف إطلاق النار مع حزب الله، فيما أكد البيت الأبيض الأمريكي أن الاتفاق بات “قريبا” وهو ما أكدته أيضا الخارجية الفرنسية داعية الجانبين إلى “اغتنام الفرصة”. ومن أبرز بنود الاتفاق المحتمل، هدنة مدتها 60 يوما ينسحب خلالها الطرفان من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني، كما يتضمن النص الذي قدمه المبعوث آموس هوكستين إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه.
من المرتقب أن تتخذ إسرائيل مساء الثلاثاء قرارها حول وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، حسبما قال مصدر مسؤول الإثنين، فيما أكد البيت الأبيض الأمريكي أن الاتفاق بات “قريبا”.
رغم ذلك، تكثّف الدولة العبرية من ضرباتها على معاقل الجماعة الشيعية الموالية لإيران في لبنان حيث أعلنت وزارة الصحة مقتل 31 شخصا الإثنين بغارات إسرائيلية.
وصرح مسؤول إسرائيلي بأن مجلس الوزراء الأمني “سيتخذ مساء الثلاثاء قرارا” بشأن وقف إطلاق النار في لبنان. وأضاف نفس المتحدث بأن من المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في وقت لاحق الثلاثاء لمناقشة النص والموافقة عليه على الأرجح.
بعيد ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: “نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين” من التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن المحادثات لم تنته بعد.
ضغوط أوروبية ودولية لإتمام الاتفاق
من جانبها، أشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن المناقشات “تقدمت بشكل ملحوظ”، داعية الجانبين إلى اغتنام هذه الفرصة “في أسرع وقت ممكن”.
والثلاثاء، طالب جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إسرائيل بالموافقة على اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان قال إنه يشتمل على كل الضمانات الأمنية اللازمة لتل أبيب. وقال بوريل خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع إنه لا يوجد عذر يبرر عدم تنفيذ الاتفاق مع حزب الله، مضيفا أنه يتعين ممارسة ضغط على الدولة العبرية للموافقة عليه اليوم.
كما دعت الأمم المتحدة الثلاثاء من جديد إلى “وقف دائم لإطلاق النار” في لبنان وإسرائيل وغزة، في حين يوقع إعلان هدنة بين إسرائيل وحزب الله. وقال الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة جيريمي لورانس “إن السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الناس من جميع الأطراف هو وقف دائم وفوري لإطلاق النار على كل الجبهات، في لبنان وإسرائيل وغزة”.
وحظي الاتفاق بالقبول بالفعل في بيروت، حيث قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الإثنين إنه لم تعد هناك عقبات جدية أمام البدء في تنفيذه ما لم يغير نتانياهو رأيه. وفوضت جماعة حزب الله، التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية، حليفها رئيس مجلس النواب نبيه بري للتفاوض.
في المقابل، حذر إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي والحليف اليميني المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين، من أي اتفاق لوقف النار، مشددا على أنه سيكون “خطأ كبيرا”. ورفض مكتب نتنياهو التعليق على تقارير ذكرت أن إسرائيل ولبنان اتفقتا على نص الاتفاق.
أبرز بنود الاتفاق ونتائجه
أكد موقع أكسيوس أن الطرفين يتجهان نحو التوصل إلى اتفاق على أساس مشروع أمريكي يقضي بهدنة مدتها 60 يوما ينسحب خلالها حزب الله والجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني.
ويتضمن النص الذي قدمه المبعوث آموس هوكستين قبل أسبوع إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه، وفق أكسيوس، الذي أشار إلى ضمانات أمريكية بأن تدعم واشنطن الرد العسكري الإسرائيلي في حال شنّ حزب الله هجمات.
ويستند الوسطاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي ينص على أن ينتشر في جنوب لبنان الجيش اللبناني وجنود قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفل).
تعقيبا، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية في وقت لاحق من الثلاثاء.
وأضاف الوزير أن الجيش سيكون مستعدا لنشر 5000 جندي على الأقل في جنوب لبنان بمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية، وإن الولايات المتحدة قد تلعب دورا في إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الضربات الإسرائيلية.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء إن تل أبيب تطالب بتطبيق فعّال من جانب الأمم المتحدة لاتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مع لبنان، محذرا من أن الدولة العبرية “لن تتسامح مطلقا” تجاه أي انتهاك.
وأضاف كاتس لمنسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت: “أي منزل في جنوب لبنان يعاد بناؤه ويقام كقاعدة للإرهابيين سيتم تدميره، وأي تسليح وإعادة تجميع للإرهابيين سيتم ضربه، وأي محاولة لتهريب الأسلحة سيتم إحباطها، وأي تهديد لقواتنا أو للمواطنين الإسرائيليين سيتم تدميره على الفور”.
كذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر الثلاثاء إن الاتفاق مع لبنان سيحافظ على حرية إسرائيل في العمل هناك للدفاع عن نفسها وإزالة تهديد جماعة حزب الله وتمكين عودة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم بسلام.