الثلاثاء, أبريل 29, 2025
21.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

ما هي استراتيجية بوتين في التفاوض على وقف الحرب في أوكرانيا؟

DW ـ يقول الرئيس الروسي إنه يؤيد فكرة وقف إطلاق النار في أوكرانيا “من حيث المبدأ”. ومع ذلك فإن فلاديمير بوتين يرفق العديد من الشروط لـ”موافقته”، وهذه تكشف الكثير عن أهداف روسيا الفعلية.

قبل أن يتحدث بوتين عن وقف إطلاق النار في الحرب ضد أوكرانيا، كان يريد أن يصرح بشئ ما بداخله، فقام بتوجيه “كلمات امتنان” من موسكو إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “لهذا القدر الكبير من الاهتمام بالتسوية في أوكرانيا”، بحسب قوله في 13 مارس/ آذار.

“لم يكن هذا من قبيل المصادفة”، يقول أنطون بارباشين، خبير السياسة ومدير تحرير البوابة التحليلية “ريدل روسيا”. ويوضح بارباشين أن الرئيس الروسي “يريد أن يجعل ترامب يصدق اهتمام بوتين بالصفقة”. وتابع أن بوتين لا يريد أن يثير غضب ترامب، كما فعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ويشير بارباشين إلى أن الرئيس الروسي “يريد أن يضغط على جميع الأزرار اللازمة لحمل ترامب على التحدث معه وإبرام صفقة”.

ومع ذلك قد تكون فكرة بوتين عن الشكل الذي يجب أن تبدو عليه هذه  الصفقة مختلفة عن فكرة ترامب. فالرئيس الأمريكي يودّ أولاً أن يرى هدنة لمدة 30 يوماً من القتال بين أوكرانيا وروسيا. وقد صرح بوتين بأنه يؤيد ذلك، ولكن هناك “أسئلة نحتاج إلى مناقشتها”. فما هي الأسئلة التي يقصدها وماذا تقول عن خطوات روسيا التالية؟

روسيا تريد تمديد المفاوضات

إن اعتراضات بوتين التي صاغها على شكل أسئلة هي في الواقع مطالب واضحة: يجب أن يستسلم الجنود الأوكرانيون الذين لا يزالون يقاتلون على الأراضي الروسية في منطقة كورسك أوبلاست. ويجب ألا تحشد أوكرانيا أي جنود جدد خلال فترة وقف إطلاق النار. ويجب أن يتوقف الغرب عن تزويد  كييف بالأسلحة خلال هذه الفترة.

فبحسب بوتين، يجب أن يؤدي وقف إطلاق النار “إلى سلام طويل الأمد والقضاء على أسباب النزاع”. وكانت هذه الصيغة الغامضة تهدف إلى توجيه المفاوضات في اتجاه أهداف موسكو طويلة الأجل في أوكرانيا. ويقول بارباشين إن روسيا تسعى إلى  وقف إطلاق النار الذي يجب أن يؤدي مباشرة إلى مفاوضات السلام. ولذلك ترغب موسكو في الحصول على عدة تنازلات، ومن بينها التأكيد على أن أوكرانيا لن تكون أبداً جزءاً من حلف شمال الأطلسي “سواء جاء التأكيد من قبل الناتو أو من أوكرانيا”، يؤكد بارباشين.

بالإضافة إلى ذلك، تشمل أهداف الحرب التي صاغها بوتين علناً أيضاً المطالبة بانسحاب أوكرانيا الكامل من مناطق لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون التي تحتلها القوات الروسية حالياً بشكل جزئي فقط.

هل ستوافق أوكرانيا؟

يعتقد خبراء مقربون من الكرملين أن شروط بوتين يمكن أن يقبلها ترامب. وكتب سيرغي ماركوف، الخبير السياسي الروسي في قناته على التلغرام: “يمكن أن توافق الولايات المتحدة على مطلب حظر الأسلحة لأن ترامب لا يريد إنفاق المزيد من الأموال الأمريكية على أوكرانيا. كما أن مزيداً من التعبئة العسكرية في أوكرانيا لن يحظى بشعبية كبيرة لدرجة أن إلغاء التعبئة قد يقوي الحكومة الأوكرانية.

ولكن في الواقع تقوم الولايات المتحدة الآن بتزويد  أوكرانيا بالأسلحة مرة أخرى بعد توقف لفترة قصيرة. وتبقى التعبئة هي الوسيلة الوحيدة للدولة المعتدى عليها للحفاظ على دفاعاتها. وبالتالي فإن قبول أوكرانيا بشروط بوتين يبدو غير معقول.

وقال الخبير الأمني ديمتري ألبيروفيتش : “على الرغم من كل ما نسمعه من واشنطن، لا يزال لدى أوكرانيا في الواقع العديد من الأوراق الرابحة في جعبتها. يمكن أن تقرر مواصلة الدفاع عن نفسها بمساعدة أوروبية حتى بدون الولايات المتحدة الأمريكية”. ويضيف المحلل السياسي: “سيكون الأمر أكثر صعوبة، ولكن لديهم هذا الخيار”.

روسيا تلعب لكسب الوقت دون ترويع ترامب

يعتقد العديد من الخبراء أيضاً أن بوتين يلعب لكسب الوقت الذي يحتاجه جيشه لإخراج القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية في إقليم كورسك أوبلاست. ووهو وقت يحتاجه أيضاً لإقناع ترامب بصفقة أكثر شمولاً، على سبيل المثال خلال اجتماع قمة بينهما.

وإذا نجح بوتين في تحقيق رغباته “فإن ذلك من شأنه أن يمهد الطريق لنقاش أوسع بكثير حول بنية الأمن الأوروبي”، كما يقول بارباشين. ويمكن لترامب الذي لا يخفى ارتيابه وشكوكه تجاه حلف الناتو، أن يشارك في هذا النقاش. وستكون هذه فرصة فريدة من نوعها بالنسبة لروسيا.

ومع ذلك، تبدو خيارات ترامب للتأثير على بوتين محدودة. فعلى الرغم من العقوبات المفروضة على روسيا يتباهى بوتين بأن اقتصاده لا يزال يعمل إلى حد كبير ويغذيه إلى حد كبير الإنفاق الدفاعي. وكتب ألكسندر باونوف من مركز كارنيغي روسيا أوراسيا في برلين في تعليق له: “لا يملك ترامب سوى خيارات قليلة لمواجهة الرفض الروسي أو الامتثال الصوري الذي طال أمده”. وقدّر أن “الطريقة الأكثر فعالية ستكون الجزرة بدلاً من العصا: الإغراء بإبرام صفقة كبرى”. وسيصب ذلك في مصلحة بوتين تماماً.

https://hura7.com/?p=47091

الأكثر قراءة