الثلاثاء, أبريل 29, 2025
21.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

محمد سعد عبد اللطيف ـ الشرق الأوسط على صفيح ساخن: هل اقتربت الحرب الكبرى؟

الحرة بيروت ـ بقلم: محمد سعد عبد اللطيف، كاتب وباحث مصري متخصص في الجغرافيا السياسية

تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات متسارعة تنذر باحتمال اندلاع حرب كبرى، حيث تتزايد المؤشرات على قرب مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

تصاعد التوتر في لبنان

وفقًا للمعطيات الحالية، فإن احتمالية نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله باتت وشيكة. تسعى الولايات المتحدة، من خلال زيارة موفدتها “أورتاغوس” إلى بيروت، إلى تفكيك ترسانة الحزب العسكرية سلميًا كخطوة أخيرة قبل اللجوء إلى العمل العسكري، إلا أن حزب الله يبدو مصممًا على القتال حتى النهاية للحفاظ على سلاحه، ما يجعل الحرب خيارًا شبه محتوم.

داخليًا، يشهد الحزب انقسامًا بين جناحه السياسي الذي يمثله الشيخ نعيم قاسم ويدعو إلى التهدئة، وبين جناحه العسكري بقيادة “الحاج خليل حرب” الذي يرى أن الحزب في أعلى درجات الجهوزية وينتظر فقط استهداف الضاحية الجنوبية ليبدأ عملياته العسكرية تحت غطاء شرعية المقاومة.

تحاول فرنسا التوسط وتحييد لبنان عن هذه المواجهة، إلا أن المؤشرات تؤكد أن الأمور خرجت عن السيطرة، والسيناريو الأكثر ترجيحًا هو اندلاع حرب واسعة النطاق.

المواجهة الأمريكية-الإسرائيلية ضد إيران

على الجانب الآخر، يبدو أن الصدام بين إسرائيل وأمريكا من جهة وإيران من جهة أخرى بات حتميًا. أدّى انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 إلى تعزيز قدرات طهران النووية، حيث رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% وزادت من عدد أجهزة الطرد المركزي، مما يتيح لها إمكانية تطوير رؤوس نووية.

ترى إسرائيل في إيران التحدي الأكبر لهيمنتها في المنطقة وقد تلجأ إلى ضربة عسكرية استباقية لتدمير القدرات النووية والعسكرية الإيرانية، في حين تعتمد إيران على استراتيجية استنزاف إسرائيل عبر استغلال نقطة ضعفها الرئيسية، وهي قلة العمق الاستراتيجي، وذلك من خلال شن هجمات برية ضخمة على حدودها الشمالية لشل سلاحها الجوي.

تصعيد التوتر بين إسرائيل ومصر

في تطور آخر، تأخذ إسرائيل منعطفًا خطيرًا في تصعيد الوضع مع مصر في إشارة إلى إمكانية فتح جبهة جديدة من التصعيد، مما يزيد من احتمالية اندلاع حرب شاملة في المنطقة. تعيش المنطقة بأكملها حالة من الترقب لانفجار الوضع.

أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربًا اقتصادية على عدة جبهات، فيما يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنسيق تحركاته، مما يساهم في تأجيج الأوضاع ورفع مستوى التوتر الإقليمي إلى مستويات غير مسبوقة.

السيناريوهات المحتملة

  • ضربة إسرائيلية استباقية لحزب الله: قد تبدأ الحرب باستهداف مواقع الحزب في لبنان بغارات جوية مكثفة تليها عملية برية محدودة.
  • رد فعل إيراني موسع: قد تستغل إيران المواجهة لفتح جبهات متعددة عبر وكلائها في العراق وسوريا واليمن، ما يجعل الحرب إقليمية.
  • تدخل أمريكي: في حال تصاعد الصراع، قد تتدخل الولايات المتحدة عسكريًا، سواء لدعم إسرائيل أو للضغط على إيران للعودة إلى المفاوضات.
  • تصعيد نووي: إذا فشلت جميع المحاولات الدبلوماسية، قد تلجأ إيران إلى التلويح بقدراتها النووية، ما قد يدفع المنطقة إلى حافة الانفجار الشامل.

ختامًا، تشير كل المعطيات إلى أن الشرق الأوسط يقف على أعتاب صراع غير مسبوق حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية في معادلة معقدة. ومع تصاعد التحركات العسكرية والدبلوماسية، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون الحرب الخيار الحتمي أم أن هناك فرصة أخيرة لتجنبها؟

https://hura7.com/?p=48596

الأكثر قراءة