الخميس, نوفمبر 6, 2025
23.4 C
Beirut

الأكثر قراءة

إصدارات أسبوعية

مرحبا زياد… “ملّا إنت”… كأنك ما “فلَّيت”

ميشال معيكي

 

جريدة الحرة ـ بيروت

سمعتُ الخبر. خرجت هذه الكلمات عفوياً: “كأنها صاعقة، وقع النبأ… فلّ زياد! بين النسمة والدمعة”.

هكذا قرر العمر ساخراً حتى الثمالة… بنهاية عرض إحدى مسرحياته تساءل عاصي: “زياد عبقري، مش هيك قولك يا ميشال؟”

هذا الزياد سبّع الكارات، عشّرها؟ نعم. سريعاً كان ذاك العبور كأننا أضجرناك زياد. أنت المشرقط نكات مرّة سوداء…

على حق: لم يعجبه العجب! التأثر اليساري-الإنساني-المزاجي-الصادق، مبدع الكلمة والنغم ودينامو المسرح…

لا، لم تكن مهرّجاً مسرحياً كما يفهم البعض. تجربة عائلة الطفولة وسرعة الاستيعاب والموروث الجيني وظروف المراهقة والشباب أمطرته تجارب هائلة.

باكراً جداً لمع صوته أغنية، مسرحاً، تمثيلاً رائع الأداء. قلنا يومذاك كأن شبهاً مع قامة شارلي شابلين.

عبر إبداعاته بتنوّع أشكالها، طرح زياد مشاكل النظام السياسي اللبناني. قرأ بوضوح آنياته واستشرق بعض ملامح الزمن الآتي. سمعناه، رأينا “شي فاشل” و”نزل السرور” و”فيلم أميركي طويل جداً”، ثم حدّثنا بسخرية مرة عن الكرامة المهدورة ومرة عن الشعب العنيد. ثم لطشنا السؤال المريب: “بالنسبة لبكرا شو؟”.

قبل عزلته القسرية كان يطلّ بمرارة على هموم شعب لبنان. هاجس الكرامة المغيبة، العدالة الطائرة، وجع المهمشين، أزمة النظام السياسي الذي هاجم حماته بقساوة واصطف إلى جانب الشعب الطيّب.

أعماله المسرحية مشاكسة عكس السير والمألوف. خرج من التراث الرحباني وفتح أفقاً آخر. اهتم بقضايا الإنسان المعاصر والأزمات الوجودية وأسئلة الما بعد والأمل المفتعل والخيبات برؤية عميقة بسيطة ساخرة. شكّل ضمير الجماعة.

رحل؟ لم يرحل. نسمع جملته العبثية: “دايماً بالآخر في آخر… في وقت فراق”.

الأم الثكلى أمام ألواح الخشب… نردد مع فيروز في دور زنوبيا: “كاسك يا موت”.

زياد “ملّا إنت”… إنت مش كافر؟ ربما… عتبنا عليك كبير… سرّبت كتير بكير… ضلّك فايق سلّم على عاصي…

https://hura7.com/?p=62921

الأكثر قراءة