خاص – يعاني الجيش الألماني من نقص في الجنود. وتضطر أجهزة الأمن الباهظة الثمن إلى تولي حماية الثكنات.ووصلت تكلفة الحماية 666 مليون يورو في عام 2024 وحده.
هل يعاني الجيش الألماني من مشكلة؟ بالنسبة لصحيفة فاينانشال تايمز، فإن الإجابة واضحة: “يواجه الجيش الألماني صعوبة في إقناع الجيل الجديد من الشباب بحمل السلاح”، كما جاء في عنوان الصحيفة مؤخراً. وبسبب نقص موظفيها، أنفقت القوات المسلحة الألمانية نحو 666 مليون يورو العام 2024 على خدمات أمنية خاصة لحماية ثكناتها، بحسب صحيفة “بيلد”.
وتشير وزارة الدفاع الاتحادية إلى النقص المستمر في الأفراد داخل القوات باعتباره السبب الرئيسي. منذ تقليص حجم الجيش الألماني بعد إعادة التوحيد ونهاية التجنيد الإجباري في عام 2011، لم يعد هناك عدد كافٍ من الجنود المتاحين لمهام الحراسة. لذلك، أصبح استخدام “موظفي الأمن المؤهلين من المقاولين المدنيين” ممارسة شائعة منذ سنوات. وبحسب هذا التقرير، تم نشر حوالي 2000 حارس أمن خاص في جميع أنحاء البلاد.
وتؤكد وزارة الدفاع أن الاستعانة بالأجهزة الأمنية الخارجية هو “الخيار الأكثر اقتصاداً” في الوقت الراهن. ومع ذلك، يتساءل المنتقدون عما إذا كان من المبرر من منظور السياسة الأمنية عدم حماية المنشآت العسكرية الحساسة باستخدام القوات الخاصة. على سبيل المثال، يقترح عضو الحزب الديمقراطي المسيحي CDU في البوندستاغ رودريش كيسويتر، وهو ضابط احتياطي، إنشاء خدمة اجتماعية عامة “بحيث يكون هناك المزيد من الأفراد ليس فقط للجيش الألماني، ولكن أيضاً لحماية السكان والبنية التحتية الحيوية”، كما قال للصحيفة.
مشاكل الخدمات اللوجستية والصيانة والأمن
قرر البرلمان الألماني (البوندستاغ)، في 18 مارس 2025، زيادة الإنفاق الدفاعي. ومع ذلك، فإن الجيش الألماني يفتقر إلى الجاذبية والكوادر البشرية. فقد أشارت مفوضة القوات المسلحة في البوندستاغ، إيفا هوجل (SPD)، مؤخراً مرة أخرى إلى النقص الخطير في الأفراد في الجيش الألماني. وفي تقريرها السنوي الحالي، تنتقد المنظمة حقيقة أن القوات المسلحة لديها عدد قليل للغاية من الجنود والمتخصصين المدنيين غير القادرين على القيام بمهامهم بالكامل. وتتأثر بشكل خاص مجالات اللوجستيات والصيانة والموظفين الأمنيين.
انخفض عدد جنود الجيش الألماني من 250 ألف جندي في عام 2011 إلى 180 ألف جندي حالياً. وقبل سقوط الجدار، كان عدد قوات الجيش الألماني في الغرب حوالي 495 ألف رجل. ففي ذروته، بلغ عدد قوات الجيش الشعبي الوطني لجمهورية ألمانيا الديمقراطية حوالى 170 ألف جندي.
تعتقد هوجل أن الجيش الألماني يواجه نقصاً حاداً في الأفراد بشكل متزايد: ففي حين يظل عدد الجنود عند نحو 181 ألفاً، فقد ارتفع متوسط العمر بشكل كبير في غضون خمس سنوات. وتحذّر هوغل قائلة: “في الوقت نفسه، يزداد عمر الجيش الألماني. فبينما بلغ متوسط أعمار أفراده 32.4 عاماً في نهاية عام 2019، سيرتفع إلى 34 عاماً بحلول نهاية عام 2024”.
تقول هوجل إن البرلمان الألماني لم يعتمد نموذج الخدمة العسكرية الذي قدمه وزير الدفاع بوريس بيستوريوس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD) بسبب الانتخابات الجديدة. ولفتت قائلة: “يجب على البرلمان المقبل أن يناقش هذه القضية – إدخال الخدمة العسكرية الجديدة وإدخال سنة اجتماعية إلزامية – على الفور واتخاذ القرارات”.