الأربعاء, مايو 21, 2025
14.1 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

مصادر ديبلوماسية: حالة وحيدة تجعل واشنطن تتخلى فيها عن دعمها للبنان

جريدة الحرة

بقلم: ثريا شاهين

لم تتخلَّ الإدارة الأميركية عن استمرارية الضغوط على لبنان لاستكمال مساره الجديد المبني على بسط سيادته على كامل أراضيه وحصرية السلاح في يد الدولة، بالتزامن مع التفاوض الأميركي-الإيراني القائم حالياً. لكن السؤال المطروح، هل ستتراجع واشنطن عن هذا الهدف لأي اعتبار كان وترك لبنان وحيداً؟

تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية معنية لـ”الحرة” أن لا مخاوف نتيجة احتمال أن تترك الولايات المتحدة لبنان وشأنه في حال نجح التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، وعدلت عند ذلك عن فكرة استخدام الحل العسكري معها للتوصل إلى نتيجة. وتشير المصادر إلى أن لبنان لا يزال في سلّم أولويات واشنطن في سياق التغيير المرجو في دول المنطقة، والذي يبدأ من تقويض نفوذ إيران ونفوذ أذرعتها، وتقوية السلطة الشرعية ودورها في هذه الدول، أمنياً وسياسياً واقتصادياً وإصلاحياً.

لكن المصادر تقول أنه، إذا تلكأ لبنان في إنجاز ما هو مطلوب منه وفقاً لاتفاق وقف النار وفي فترة مقبولة ومعقولة، فإن الإدارة الأميركية لن تبقى إلى الأبد داعمة وساعية لإنقاذ لبنان في شتى المجالات. من هنا إمكانية ترك لبنان وليس من جراء نتائج التفاوض الأميركي-الإيراني الذي ليس له علاقة بأوضاع لبنان الداخلية.

وأوضحت المصادر نفسها أن واشنطن تسند لبنان وتدعمه ليقوم بما عليه القيام به، لكن إذا لم يفعل فلن يقوم أي بلد بمهمته عنه حتى الولايات المتحدة أيضاً. لذلك تأخذ واشنطن مطالبها ومطالب المجتمع الدولي حيال لبنان بجدية تامة لكن الدعم لن يبقى إلى ما لا نهاية . وهذا لا يعني أن واشنطن ستبيع لبنان، لكن أي تلكؤ سيعبد الطريق مع الوقت إلى ترك لبنان في مواجهة إسرائيل وحيداً و”ليدبر حاله معها”.

أما غير ذلك، فلا مؤشرات فعلية حول صفقة على حساب لبنان، بدليل التمسك الأميركي بالمسار الذي بدأ لبسط سلطة الدولة، والنهوض الاقتصادي ومساعدة الولايات المتحدة في ذلك، ومساعدة الجيش اللبناني. وبالتالي، ما يحصل الآن، وفقاً للمصادر، هو الآتي:

  • إن أي تعثر لأي سبب كان في الدور الملقى على عاتق الجيش في حصرية السلاح بيد الدولة، ستقوم إسرائيل بذاتها في معالجته عبر الضربات الجوية والاستهدافات العسكرية للسلاح والذخيرة. وهذا المنحى سيستمر في ظل المطلب بضرورة إزالة السلاح ليس فقط جنوبي الليطاني، بل أيضاً شماله وفي البقاع، وعلى كافة الأراضي اللبنانية. وهذا ما تبلغه لبنان خلال الأيام الماضية، وفي ضوء الاستهدافات الأخيرة للضاحية الجنوبية من جانب إسرائيل.
  • إن المساعي الديبلوماسية اللبنانية لانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها في الجنوب مستمرة مع كل دول العالم، إلا أن نتيجة هذه المساعي حتى الساعة تشير إلى أنه، وطالما أن الوضع بالنسبة إلى السلاح على هذه الحال، فإن إسرائيل مستمرة في توجهاتها الحالية بالتعامل مباشرة مع السلاح، وبعدم الرغبة لديها بالانسحاب. كذلك يبقى موقفها على حاله، على الرغم من أن الدولة أبلغت واشنطن أن الانسحاب يُسهّل عملية إزالة السلاح غير الشرعي. إلا أن الجواب الإسرائيلي الذي تبلغه لبنان، أن لا انسحاب قبل حصرية السلاح بالكامل.

كذلك، لاحظت المصادر أن “حزب الله” في مكابرته لناحية تسهيل تسليم السلاح في بقية المناطق بعدما أنجز الجيش غالبية المهمة في جنوب الليطاني، يزيد من احتمالات التعرض للاستهدافات العسكرية الإسرائيلية. وفي موقفه ما يشير إلى رغبة لديه بربط تسليم ما تبقى من سلاح بنتائج التفاوض الأميركي-الإيراني في نية لكسب مزيد من الوقت والتعويل على تغيير الظروف التي قد تُبقي سلاحه.

https://hura7.com/?p=51563

الأكثر قراءة