وكالات ـ يجتمع الدبلوماسيون الأوروبيون والإيرانيون يوم الجمعة في مدينة جنيف السويسرية، في محاولة لتحديد إمكانية التوصل إلى مفاوضات جدّية تهدف إلى تخفيف التوترات الإقليمية، بما في ذلك ملف البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، قبل تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة مجدداً في يناير المقبل.
تعتبر هذه الاجتماعات الأولى منذ الانتخابات الأمريكية، ويُنظر إليها على أنها فرصة لاختبار ما إذا كان يمكن تحقيق تقدّم قبل تنصيب ترامب. وجرى الاجتماع في جنيف التي شهدت بداية المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى قبل أكثر من عقد، ثم توصلت الأطراف إلى اتفاق في العام 2015.
يترأس نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، الاجتماع مع كبار الدبلوماسيين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المعروفين بمجموعة الـ(E3)، وذلك بعد لقاءه بمنسق الاتحاد الأوروبي يوم الخميس. وتأتي هذه المحادثات في وقت حساس بعد تصاعد التوترات بين إيران والدول الغربية.
تجلى التوتر بين الأطراف عندما ضغطت دول الـ(E3) في نوفمبر الماضي لإصدار قرار ضدّ إيران في مجلس الأمن الدولي، حيث طلبت من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إعداد تقرير شامل حول الأنشطة النووية الإيرانية بحلول ربيع 2025. جاء هذا القرار رغم تعهدات إيران المحدودة بالتراجع عن بعض أنشطتها النووية مثل تخصيب اليورانيوم.
قال الدبلوماسيون في جنيف إن الاجتماعات ستركّز على بحث كيفية تعامل إدارة ترامب المقبلة مع ملف إيران. إذ يتوقع الكثيرون أن يتبع ترامب سياسة “الضغط الأقصى” التي حاول تطبيقها خلال رئاسته الأولى، والتي تستهدف التأثير على الاقتصاد الإيراني بشكل كبير.
من جانبه، أكد المسؤولون الإيرانيون أن الهدف الرئيسي لإيران من هذه المفاوضات هو إيجاد سبل لرفع العقوبات المفروضة منذ العام 2018 بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وقال أحد المسؤولين الإيرانيين: “نسعى إلى تجاوز الجمود الحالي في الملف النووي، والهدف هو إيجاد أرضية مشتركة في جنيف بحيث يمكن للولايات المتحدة الانضمام إلى المفاوضات لاحقاً”.
تسارع إيران في برنامجها النووي بينما قيدت قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبته. ورغم هذه التطورات، فإن المفاوضات الجارية قد لا تفضي إلى اتفاق شامل إلا بعد تنصيب ترامب، حسبما يرى بعض الخبراء في مجال السياسات النووية.
ستتطرق المحادثات أيضاً إلى القضايا العسكرية الإيرانية، بما في ذلك دعم طهران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، إضافة إلى الدور الإقليمي لإيران في ظل تصاعد المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة بسبب التوترات مع إسرائيل والأزمات المستمرة في غزة ولبنان.
ووسط هذه التحولات، يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية تعامل ترامب مع الملف النووي الإيراني عند تنصيبه بالسلطة، وهو ما يضع المزيد من الضغط على الدول الأوروبية التي تسعى لتحقيق تقدم دبلوماسي قبل حلول يناير.