وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستيان فاغنر إن ألمانيا “ما زالت تشعر بقلق بالغ بشأن البرنامج النووي الإيراني… قامت إيران بتصعيد الوضع باستمرار، ووسعت بشكل كبير قدرات تخصيب” اليورانيوم. وتابع: “أصبح من الضروري إيجاد حل لهذه القضية”.
وكانت ألمانيا إحدى الدول الأطراف في اتفاق العام 2015 بشأن برنامج إيران النووي والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال رئاسته الأولى عام 2018.
وكانت ألمانيا ضمن ما كان يعرف بـ”مجموعة الدول 5+1″ (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) التي توصلت إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي، وضمن “الترويكا الأوروبية” التي تضمها إلى جانب فرنسا وبريطانيا.
خطر تهميش الأوروبيين
وقد قرر ترامب عدم التنسيق مع الدول الأوروبية بشأن مفاوضات السبت. وحيال ذلك، حذر خبراء من أن قرار واشنطن عدم التنسيق مع الترويكا الأوروبية سيقلل من نفوذ واشنطن في التفاوض وسيزيد في نهاية المطاف من احتمال إقدام الولايات المتحدة وإسرائيل على تنفيذ عمل عسكري ضد طهران.
ونقلت رويترز عن ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن الولايات المتحدة لم تُطلع الدول الأوروبية على المحادثات النووية قبل أن يعلنها الثلاثاء، على الرغم من أنها تحمل ورقة رابحة تتمثل في احتمال إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وقال بليز ميستال، نائب رئيس السياسات في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي: “ستحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية دبلوماسية منسقة مع حلفائها الأوروبيين قبل خوض هذه المفاوضات مع إيران”.
وأضاف ميستال أن هذا التنسيق “ضروري لضمان أقصى قدر من الضغط، وأن يكون لأي خيار دبلوماسي فرصة للنجاح”.
وذكر الدبلوماسيون الثلاثة أن الترويكا أبلغت إيران بأنها ستفعل آلية إعادة فرض العقوبات بحلول نهاية يونيو/حزيران. وأضاف الدبلوماسيون أن إيران ردت بأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة ومراجعة عقيدتها النووية.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن “الترويكا لا تثق بالولايات المتحدة لأنها تتخذ مبادرات دون التشاور معها”.
وبحسب خبراء، فإن الدول الأوروبية الثلاث تمتلك دوراً أساسياً في التوصل إلى حل، خاصة بعد أن أجرت معاً مفاوضات مع إيران حول الملف النووي لفترة طويلة تعود إلى عام 2003. وفي اتفاق عام 2015، كان هناك عامل جذب رئيسي لإيران وهو القدرة على ممارسة التجارة مع أوروبا.
وساعد الأوروبيون الولايات المتحدة في الضغط على إيران في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية واحتجازها مواطنين أجانب ودعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وكان ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ الاثنين (السابع من أبريل/نيسان 2025) أن الولايات المتحدة وإيران ستجريان محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني السبت، محذراً من أن طهران ستكون في “خطر كبير” إذا لم تنجح المحادثات.
وبحسب تقارير، فإن المحادثات ستجري بقيادة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.
وكانت الولايات المتحدة قد أجرت محادثات غير مباشرة مع إيران خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، لكنها لم تُحرز تقدماً يُذكر.
وتعود آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين البلدين إلى عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي قاد الاتفاق النووي الدولي لعام 2015.
وخلال فترة ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي صُمم للحد من أنشطة إيران النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات. كما أعاد فرض عقوبات أمريكية شاملة على طهران.