جريدة الحرة
أحمد البشتاوي
كشفت مصادر فلسطينية لجريدة “الحرة” عن توافق فلسطيني في الساحة اللبنانية على تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف القوى الوطنية والإسلامية، بما فيها حركتا “فتح” و”حماس”، لمواجهة التحديات التي تعترض المخيمات على ضوء الاستحقاقات الهامة في ظل العهد اللبناني الجديد، بما فيها قضية السلاح وتنظيم العلاقة اللبنانية الفلسطينية.
وقد تُرجم هذا التوافق في اللقاء الذي عقدته هيئة العمل المشترك الفلسطيني في لبنان (التي تُعتبر الإطار الجامع لكل الأطراف الفلسطينية لمواكبة قضايا المخيمات السياسية والأمنية والخدماتية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية)، وذلك في سفارة دولة فلسطين في بيروت، وبمشاركة السفير الفلسطيني شرف دبور، بعد انقطاع نتيجة الخلافات التي تسود بين حركتي “فتح” و”حماس”، والتي وصلت إلى حد القطيعة.
ويؤكد مسؤول فلسطيني بارز لجريدة “الحرة”، أن أربعة ملفات ساخنة طُرحت على جدول أعمال الهيئة وتم التوافق عليها، وهي:
- أولاً: إنجاح زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان المقررة يوم الأربعاء في 21 أيار الجاري، والمتوقع أن يطلق فيها إعلان مبادئ لحوار لبناني فلسطيني يتناول سحب السلاح داخل المخيمات وتنظيم العلاقة المشتركة، مقابل إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية التي طال انتظارها، وعلى قاعدة التمسك بحق العودة ورفض التوطين.
وعُلم أنه سيرافق الرئيس عباس في زيارته إلى لبنان التي تستمر يومين، ويلتقي فيها الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية الجديد والمشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان عزام الأحمد، ومستشاره للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، مع تأكيد رسمي أنه حتى الآن لم يُطلب من أي فصيل فلسطيني أي خطوة فيما يتعلق بالسلاح الفلسطيني في المخيمات، بعد إقفاله نهائياً في خارجها مع تسلم الجيش اللبناني المواقع العسكرية على الحدود اللبنانية – السورية وفي الناعمة.
- ثانياً: معالجة قضية “حماس” في ما يتعلق بعملية إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني إلى المستعمرات الإسرائيلية الشمالية بروح المسؤولية والتعاون، وخاصة بعدما أعلنت الحركة الالتزام بتوصيات المجلس الأعلى للدفاع ومقررات الحكومة، وعدم إطلاق الصواريخ مجدداً، وتعهدت بتسليم المشتبه بهم بإطلاق الصواريخ، وقد جرى تسليم ثلاثة منهم من أصل أربعة، وأن ما جرى كان دون التشاور مع القيادة السياسية.
- ثالثًا: مقاربة ملف المخيمات الفلسطينية السياسية والأمنية على ضوء الاستحقاقات القادمة، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجان من الهيئة لزيارة بعض المخيمات الفلسطينية، ومنها عين الحلوة، برج البراجنة، والبداوي، من أجل الاطلاع على أحوال أبنائها واحتياجاتهم ومشاكلهم، وعلى تعزيز وتشكيل قوة أمنية مشتركة في بعض المخيمات لحفظ أمنها واستقرارها ومنع أي توتير فيها.
وأكد المسؤول نفسه، أنه جرى مناقشة الإجراءات التي ينفذها الجيش اللبناني في مخيم البداوي شمال لبنان، والتي تندرج في إطار احترام السيادة والقانون اللبناني، وضمان الأمن والاستقرار داخل المخيم ومحيطه. وجرى التأكيد على التمسك بأواصر الأخوّة والتعاون الفلسطيني اللبناني، واستمرار الالتزام الفلسطيني بأمن واستقرار لبنان الشقيق، والتعاون مع الجهات اللبنانية الرسمية “السياسية والعسكرية والأمنية”، ومعالجة كافة القضايا ذات المصلحة الوطنية المشتركة.
- رابعاً: رفض كل المحاولات الإسرائيلية – الأميركية لإنهاء عمل وكالة “الأونروا”، على اعتبارها الشاهد الحي على نكبة فلسطين التي تتزامن ذكراها السنوية بعد أيام قليلة في 15 أيار، وفي الوقت نفسه رفض إقدام الوكالة على تقليص خدماتها الصحية والتربوية والخدماتية الاجتماعية والمالية، وآخرها عزمها على إقفال العيادة الطبية في النبطية بسبب تضرر المبنى، أو استبدال المساعدة المالية الدورية كل ثلاثة أشهر للمستفيدين من برنامج الشؤون الاجتماعية بمعونات غذائية، أو تخفيض قيمتها من 50 دولاراً أميركياً إلى 30 دولاراً، وضرورة الالتزام باستمرار تقديم خدماتها للاجئ الفلسطيني وفقاً لقرار تأسيسها.