وام – أكّدت الصحف الإماراتية في افتتاحياتها اليوم موقف دولة الإمارات الرافض للإرهاب بشتى أشكاله وصوره، باعتباره أحد أخطر الآفات التي تهدد استقرار البشرية وتقدمها، مشيدة في هذا الصدد بمسارعة الدولة إلى إدانة العملية الإرهابية التي شهدتها العاصمة الروسية موسكو، يوم أول من أمس الجمعة، والتي راح ضحيتها عشرات الأبرياء.
وتحت عنوان “موقف راسخ وحاسم”، قالت صحيفة “الاتحاد” في افتتاحيتها اليوم، إن للإمارات دائماً موقف حاسم وثابت وراسخ ضد الإرهاب، كظاهرة عالمية تتجاوز الحدود والثقافات والأديان؛ إذ تؤكد الدولة باستمرار رفضها لجميع أشكال العنف والتطرف التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتنتهك القانون الدولي، كما تتضامن مع ضحايا الجرائم الإرهابية في كل مكان.
وأضافت أن الإرهاب بجميع صوره وأشكاله آفة شريرة وتحدٍّ خطير يهدد حاضر المجتمعات البشرية ومستقبلها، من أجل ذلك تؤكد الدولة تضامنها التام مع روسيا بعد الهجوم الإرهابي الأخير، في إطار دورها الرائد لمكافحة الإرهاب، بمساعيها الحميدة لترسيخ قيم التسامح والتعايش والحوار المشترك بين الشعوب والثقافات والأديان، وسعيها المتواصل لدحض ومحاربة الفكر المتطرف ومنع انتشاره.
وأكدت الصحيفة أن محاربة الأيديولوجيات المشوهة التي تغذي العنف الذي تمارسه جماعات إرهابية مثل “داعش” هي نقطة الانطلاق، وهو ما يستلزم، بتوجيهات القيادة الرشيدة، تضافر كل الجهود الدولية لمحاصرة الظاهرة الإجرامية، بإصدار القوانين وتنسيق التحركات لتجفيف منابع الأفكار المتطرفة ومحاصرة طرق التمويل والتجنيد والترويج.
بدورها خصصت صحيفة “الخليج” كلمتها اليوم لحادثة موسكو، وقالت تحت عنوان “فاجعة إرهابية في روسيا”، إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مجمع كروكوس التجاري بضواحي العاصمة الروسية كان فاجعة رهيبة، اهتزت لها روسيا وتداعت لها دول العالم بالشجب والإدانة لما خلفته من صدمة مروعة وعشرات الضحايا الأبرياء.
وأضافت أن دولة الإمارات، وجميع الدول الرافضة للتطرف والإرهاب، سارعت إلى إدانة الجريمة الشنيعة، وعزّت القيادة الروسية في الضحايا الأبرياء، مؤكدة استنكارها الشديد كل الأعمال الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القانون الدولي، مشيرة إلى أن هذا الحادث المأساوي، وهو الأسوأ في موسكو منذ عقدين، جاء في خضم أوضاع عالمية متقلبة، وحروب وصراعات متعددة، وتنافر شديد بين روسيا وخصومها الغربيين على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وأكدت “الخليج” أن الإرهاب وقتل المدنيين الأبرياء من أبشع صور الاعتداء على البشر، وأنه وأياً تكن الجهة التي نفذت مذبحة كروكوس الروسية، فإن هذه الجريمة الشنيعة تستوجب وحدة الموقف الدولي، ورفضها وإدانتها دون تردد أو تلكؤ، فالأوضاع العالمية لا تحتمل مزيداً من الانقسامات والتناحر.
وفي سياق آخر، تناولت “الخليج” في افتتاحيتها، اليوم، اللقاء الأخوي بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة يوم أمس، الذي مثل تعزيزا للعلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين، وتأكيداً لسنّة التشاور والتنسيق بين القيادتين حول المستجدات الإقليمية والدولية، لا سيما ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية الشعواء، وما أفضت إليه من أوضاع إنسانية كارثية تستوجب سرعة التحرك لإنهاء هذه المأساة في أسرع وقت.
وقالت الصحيفة إن الإمارات ومصر لم تدخرا، منذ بدء العدوان على غزة، جهداً في التحرك الدبلوماسي والإنساني باتجاه إنهاء هذه الحرب والمسارعة بإغاثة المنكوبين بشكل عاجل وآمن براً وبحراً وجواً، ودون عوائق، بالتوازي مع الدفع إلى التوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار، بما يفتح الآفاق لسلام شامل وعادل ودائم في المنطقة يسمح للشعب الفلسطيني باستعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة على أساس “حل الدولتين”، الذي تنص عليه الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.
وأضافت أن وقوف الإمارات ومصر مع الشعب الفلسطيني سياسة يومية يتّبعها البلدان مع الأشقاء؛ فبالتزامن مع وصول رئيس الدولة، حفظه الله، إلى القاهرة، أعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع تنفيذ عملية الإسقاط الجوي الثاني عشر للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال قطاع غزة، بواسطة أطقم مشتركة تابعة للقوات الجوية لدولة الإمارات والقوات الجوية المصرية، وضمن عملية “الفارس الشهم 3” أبحرت سفينة المساعدات الإماراتية الثالثة حاملة 4630 طناً من المواد الإنسانية، متجهة إلى مدينة العريش، تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، وذلك بالتوازي مع دور إماراتي نشط في الممر البحري الإنساني من قبرص إلى غزة، والذي نجح في إيصال الإغاثة إلى شمال القطاع.
وأكدت “الخليج” في ختام افتتاحيتها أن هذا العمل الإماراتي المتعدد مع الدول الشقيقة والصديقة، يأتي تمسكاً بمواقف الدولة الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني حتى يتجاوز هذه المحنة، وأنه ومثلما أن الدور الإنساني للإمارات ينبع من موقف أخوي راسخ، يستجيب أيضاً للنداءات الدولية الداعية إلى ضرورة إغاثة الفلسطينيين، وينسجم مع موقف الأمم المتحدة، التي قال أمينها العام أنطونيو غوتيريش من أمام بوابة رفح، إن المنظمة ستعمل مع مصر لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكداً أن الكابوس الذي يعيشه النساء والأطفال هناك يجب أن ينتهي، وهو موقف تشاطره فيه كل القوى الخيرة، ومنها الإمارات وجميع الأطراف المحبة للإنسانية والسلام.