الجمعة, مارس 21, 2025
18 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

مو حيدر ـ إعادة التفكير في النجاح: كيف نمضي في الحياة بعيدًا عن القيود التقليدية؟

moe haydar

الحرة بيروت ـ بقلم: مو حيدر، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في شركة ديالكسا/تكساس

غالبًا ما يُنظر إلى التطور على أنه عملية تصاعدية، هرمية، ومتسلسلة، مثل سُلَّم يجب على الأفراد صعوده خطوةً بخطوة، حيث يتعين عليهم تلبية احتياجات معينة قبل الانتقال إلى المرحلة التالية. لكن الحياة ليست خطية. فالتطور والرضا وتحقيق الإمكانات البشرية لا تتبع ترتيبًا ثابتًا، بل تتحرك، وتتدفق، وتتداخل بطريقة ديناميكية ومتفاعلة.

التغيير يبدأ من الداخل

النجاح في الحياة يشبه التمارين الرياضية في الطقس القارس. في البداية، تشعر بالبرد، لكن بمجرد أن تبدأ في الحركة، يولّد جسمك حرارة تتغلب على برودة الطقس. البرد – أي واقعك – لا يتغير، لكنك أنت تتغير. من خلال الحركة، والجهد، والمثابرة، تتحول وتعيد تشكيل نفسك.

وبالمثل، لا يجب النظر إلى التطور على أنه مجرد صعود درجات محددة، بل كنظام مرن، حيث تتداخل الأبعاد المختلفة في وقت واحد. لا ينبغي لأحد أن يشعر بأنه محصور في مرحلة أدنى، ينتظر “إكمالها” قبل السعي وراء طموحات أكبر. وبالمثل، فإن أولئك الذين وصلوا إلى مراحل متقدمة من النجاح يجب أن يستمروا في تغذية احتياجاتهم الأساسية للحفاظ على التوازن والرضا.

الحياة لا تنتظر الظروف المثالية

تشير الأفكار التقليدية إلى أنه يجب علينا تلبية احتياجاتنا الأساسية بالكامل قبل أن نشعر بالأمان، أو نبني علاقات، أو نسعى لتحقيق أحلامنا. لكن هذا النموذج يبسط الطبيعة البشرية بشكل مفرط. في الواقع، الإنسان قادر على التحرك بين مختلف أبعاد الحياة في آنٍ واحد، بغض النظر عن الظروف:

  • الشخص الذي يواجه صعوبات مالية أو يعيش في أزمة يمكنه، ويجب عليه، أن يحلم، يتطور، ويحب، ويسعى إلى تحقيق هدفه.
  • الفنان الذي يمر بظروف قاسية يمكنه، ويجب عليه، أن يواصل الإبداع وإنتاج أعمال ذات معنى.
  • الشخص الناجح يجب أن يستمر في رعاية علاقاته وتقدير الأشياء البسيطة في الحياة.

الحياة لا تتوقف حتى تكون الظروف مثالية. بل تمنحنا فرصًا للمعنى، والحب، والتعبير عن الذات، حتى في أصعب الأوقات.

التطلّع لما هو أبعد من الواقع

لا ينبغي أن يشعر الناس بأنهم محاصرون في مراحل معينة من التطور لمجرد أن بعض احتياجاتهم لم تُلبَّ بعد. بل يجب أن يطمحوا لما هو أبعد من تحدياتهم الحالية، وأن يسعوا نحو الإبداع، والاتصال، وتحقيق الغاية، بغض النظر عن الظروف:

  • الشخص الذي يواجه الشدائد يجب أن يستمر في البحث عن الجمال، والإلهام، والاتصال بالآخرين.
  • أولئك الذين يعيشون في استقرار يجب أن يواصلوا تغذية احتياجاتهم الأساسية وعدم اعتبارها أمرًا مفروغًا منه.
  • الشخص الذي وصل إلى مرحلة الرضا يجب أن يستمر في التطور، والتعلم، وإعادة اكتشاف هدفه.

التطور رحلة مستمرة

عندما نتوقف عن الطموح، نتوقف عن التطور. التحديات ستظل دائمًا موجودة، لكن لا ينبغي تأجيل الشعور بالرضا حتى تزول تمامًا. يجب أن نجد طرقًا للتفاعل مع التجارب العميقة، حتى وسط الصعوبات.

التطور ليس وجهة؛ إنه عملية مستمرة من التحول والتكيف والنمو. الحياة ليست سُلَّمًا نصعده درجةً تلو الأخرى، بل نهرٌ يتدفق، يتغير، ويشق طريقه في مختلف الاتجاهات.

https://hura7.com/?p=45502

الأكثر قراءة