الحرة بيروت ـ بقلم: مو حيدر، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في شركة ديالكسا/ تكساس
وكأن الثورة التي لا تغيّر سوى الوجوه ليست سوى مباراة بلا صافرة ولا نهاية، تتكرر على ملعب وعر، حيث اللاعبون في سنّ الاعتزال يتبادلون الأدوار ويرتدون ألواناً جديدة، بينما الجمهور، الغافل عن دوره الحقيقي، يصبح هو ذاته اللعبة، تتقاذفه يدُ حكمٍ لا يتغير ولا يشيخ.
فالزمن لا يرحم اللاعبين، كما أن التاريخ لا يسجل أسماء الجمهور. والملعب، الذي يبدو محصناً بجدرانه العالية، يرسّخ في أذهان المتابعين فكرة الاستسلام لهذا الواقع. لكن هل تساءل أحدهم: ماذا لو قرر الجمهور ببساطة ألّا يشارك؟ ربما، حينها، ستتوقف اللعبة.
كسر حلقة التكرار: كيف يتوقف التاريخ عن إعادة نفسه؟
- المبدأ: تحديد الهدف النهائي أولاً، ثم شق الطريق نحوه بخطوات مدروسة.
- التركيز: تحقيق الاستقرار من خلال خطوات محددة مسبقاً، وفق منهجية تقضي على العوائق بطريقة منظمة.
- العقلية: اعتماد نهج قيادي يعمل من أعلى إلى أسفل، حيث يوجه الهيكل الحاكم البلاد نحو النجاح المرسوم مسبقاً.
خارطة الطريق: من تأمين الحدود إلى إعادة السيادة
- الخطوة الأولى: تأمين الحدود وتقليل مخاطر الصراع
- الهدف الفوري: إتمام اتفاقية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.
- التكتيك: الاستفادة من وساطات الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتحقيق انسحاب إسرائيلي كامل وإنهاء النزاع، وتحويل الحدود إلى منطقة ذات مصلحة اقتصادية وأمنية واجتماعية مشتركة.
- الخطوة الثانية: الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات
- الهدف الفوري: الإفراج عن أموال صندوق النقد الدولي وجذب الاستثمارات الخليجية والأوروبية.
- التكتيك: تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة، بدءاً من إعادة هيكلة النظام المصرفي، مروراً بإصلاح قطاع الطاقة، وصولاً إلى تعزيز الشفافية في الحوكمة، لاستعادة ثقة المستثمرين.
- الخطوة الثالثة: الإصلاحات السياسية والمؤسساتية
- الهدف الفوري: تعزيز الحوكمة عبر مكافحة الفساد والتحضير لانتخابات 2026.
- التكتيك: فرض تدابير صارمة ضد الفساد، إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، وضمان استقلالية القضاء لضمان عملية سياسية نزيهة.
قياس النجاح: النتائج أولاً
- تأمين السلام الحدودي يؤدي إلى استقرار اقتصادي
- الاستقرار الاقتصادي يؤدي إلى استعادة السيادة الكاملة
- استعادة السيادة الكاملة تؤدي إلى ازدهار طويل الأمد
بهذا النهج، يتحوّل المواطن من متفرج في اللعبة إلى عنصر فاعل في صياغة الحل. فحين تتوقف عن المشاركة في المشكلة، تبدأ فعلياً في أن تكون جزءاً من الحل.
الكرة اليوم في ملعبك… فهل تجرؤ على إيقاف اللعبة وإعادة تشغيلها من جديد؟