الثلاثاء, أبريل 29, 2025
16.4 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

مو حيدر ـ حين يلتقي السلكان: معادلة الواقع والاختيار

moe haydar

الحرة بيروت ـ بقلم: مو حيدر، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في شركة ديالكسا/تكساس

من الأسهل في كثير من الأحيان أن يستمر الناس في التعايش مع المشكلة بدلاً من حلّها. أعرف أن هذه الحقيقة غريبة وغير شائعة، لكن الناس أحيانًا أو في معظم الأوقات يتمسكون بأزماتهم وتحدياتهم، بل ويختارونها أحيانًا، فالحياة تُلقي علينا بالتحديات والأزمات، وغالبًا ما لم نخترها. لكن هناك شيئًا واحدًا نتحكم فيه بنسبة 100%: ردّة فعلنا. وهذا ينطبق على كل جانب من جوانب الحياة. وأعتقد أن هذا هو الفارق الحقيقي بين الحلول والاستمرار في الفشل.

كل شيء في الحياة يموت تقريبًا. لكن الاختيارات لا تموت أبدًا. كل شيء يتحرك في دورات: حياة الانسان، الاقتصاد، الموسيقى، نبضات القلب، السعادة، الحزن. لا شيء يبقى كما هو. لكن قدرتنا على الاختيار تبقى دائمًا.

إيجاد الحل ليس سهلًا. لكنه دائمًا موجود. الأمر يشبه توصيل سلكين كهربائيين: لا بدّ أن يتلامسا حتى تحدث الشرارة.

  • السلك الأول: يجب على الإنسان أن يعترف بأنه، وبغض النظر عن كيفية نشوء المشكلة، فإن الحل يقع على عاتقه.
  • السلك الثاني: عليه أن يواجه الواقع كما هو، ويرى الخيارات المتاحة أمامه.

عندما يتصل هذان السلكان، تحمّل المسؤولية الشخصية والوعي بالاختيار، يمكن للناس أن يتحركوا إلى الأمام. الحل يبدأ بقرار. قرار بوضع هدف. وهذا الهدف يصبح الطريق نحو الحل.

في الحياة:

لا أحد يختار كل التحديات التي يمر بها: الصدمات، الإخفاقات، الحظ السيء. لكن الفارق بين من يبني حياة ذات معنى، ومن يبقى عالقًا، هو اختيار الردّ. أن تتحمّل المسؤولية، لا عن الماضي، بل عن المستقبل. تضع هدفًا. تتخذ قرارًا. وهذا القرار يصبح مسارك.

في السياسة:

أغلب المشكلات السياسية لم تبدأ مع فرد واحد، بل هي أنظمة موروثة، وتواريخ طويلة، وانقسامات عميقة. لكن الحلول تبدأ بنفس الطريقة: لا بد من اتصال السلكين.

  • الأول: على القادة والمواطنين أن يعترفوا بأن التغيير يبدأ منهم، بغض النظر عمّن بدأ المشكلة.
  • الثاني: عليهم أن يروا الواقع كما هو، لا كما يتمنّونه، وأن يدركوا الخيارات المتاحة الآن.

هناك تولد الإرادة السياسية. وهناك يبدأ الإصلاح الحقيقي.

في الاقتصاد:

الاقتصاد يصعد ويهبط: تضخم، أزمات، نمو. لا شيء يبقى مستقرًا إلى الأبد. لكن مجددًا، الاختيار لا يموت. يجب على الأفراد والشركات والحكومات أولًا أن يعترفوا بحقيقة الوضع. ثم يتحمّلوا مسؤولية اتخاذ القرار. الأمر لا يتعلق بلوم الماضي، بل باختيار الخطوة التالية. الاستثمار، الابتكار، والانضباط، كلها خيارات تبني الاقتصاد من جديد.

في كل شيء – الحياة، السياسة، الاقتصاد – تبقى المعادلة كما هي:

  • تحمّل المسؤولية، بغض النظر عن من تسبب بالمشكلة.
  • مواجهة الواقع ورؤية الخيارات المتاحة أمامك.

عندما يتصل السلكان، يبدأ التحرك. يبدأ التغيير. وتلك الشرارة الأولى. هي قرار بالتحرك، بالبناء، بالحل.

https://hura7.com/?p=48506

الأكثر قراءة