الثلاثاء, أبريل 29, 2025
16.4 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

مو حيدر ـ لبنان بين الحلم واليقظة: هل نصحو أم نغرق في الأحلام؟

moe haydar

الحرة بيروت ـ بقلم: مو حيدر، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في شركة ديالكسا/تكساس

الحلم، ثم الحلم داخل الحلم، ثم طبقات لا نهائية من الأحلام التي تتداخل مع الواقع… كأن التاريخ يرفض أن يكون ماضياً، وكأن الذاكرة أقوى من الزمن.

تجلس على عتبة بيتها القديم، تماماً كما كانت تفعل منذ سنوات، لكن شيئاً ما تغيّر… هي كبرت، لكن الزمن لم يتحرّك. في هذا المشهد المتجمّد، يعود جدّها الذي رحل منذ عام 1989، وكأنه لم يغب قط، وكأن ذاكرة الحرب أقوى من الموت ذاته. يسألها السؤال ذاته الذي طرحه قبل أن يغادر هذه الحياة: كيف لبنان؟

تمر السنوات كشريط سينمائي مشوّه، يكرّر نفسه بلقطات متشابهة، حيث يتبدّل اللاعبون لكن اللعبة تبقى واحدة. ثلاثون عاماً وأكثر، وما زال الماضي حاضراً، والمستقبل مؤجلاً، وكأن البلاد عالقة في دائرة مغلقة من الأحداث المتكررة.

الحرب انتهت؟ ربما على الورق، لكن الوجوه ذاتها عادت بألقاب رسمية بدلاً من البنادق.

تحرّرنا عام 2000؟ ربما، لكن فرصة بناء دولة جديدة ضاعت بين الصفقات والسرقات.

انتفضنا عام 2005؟ نعم، لكن الاغتيالات كانت رسالة واضحة: ما زلنا محتلين، بطرق غير مرئية.

حرب 2006؟ بدت وكأنها استمرارية لمصير محتوم، قدر مكتوب على هذه الأرض.

عام 2019؟ الثورة اندلعت، لكنها أُجهضت قبل أن تولد، بين منظومة تعرف كيف تمتص الغضب، وبين تسويات ابتلعتها كما ابتلعت كل الآمال السابقة.

2020؟ بيروت لم تمت، لكنها نزفت حتى الموت.

2024؟ الحرب عادت من جديد، وكأن كل ما سبق لم يكن كافياً.

2025؟ فرصة أخيرة؟ أم مجرد محطة أخرى في قطار الخيبات؟

“وأولادك؟ هل سيقولون الشيء نفسه في عام 2060؟”

السؤال الذي طرحه الجد لم يكن مجرد استفسار، بل تحذير خفي. في تلك اللحظة، تدور الدنيا… الحلم يتسع إلى حلم آخر داخل الحلم. فجأة، لم تعد حفيدته… أصبحت هي الجدة، والطفل الذي أمامها يسأل نفس السؤال. هل أصبحت البلاد لعنة تتوارثها الأجيال، أم أن هناك مخرجاً من هذا الحلم المتكرر؟

في تلك اللحظة، تدرك أن اللحظة الفاصلة لم تكن في الحرب، ولا في الثورة، ولا في الانتخابات، بل هنا، في هذا القرار الشخصي بين جيل وجيل. هل تستسلم لدوامة الزمن، أم تكسر الحلقة؟

تتلاشى الأحلام، يعود صوت الجد كهمسة أخيرة: استيقظي يا حبيبة جدّك.”

تفتح عينيها، الشمس تشرق على بيروت… لكن هل استيقظت حقاً؟ أم أنها ما زالت غارقة في حلم أعمق؟

السؤال الذي راودها، ربما يجب أن يراودنا جميعاً: هل نستيقظ لنكسر الحلقة، أم نبقى نعيش نفس الحلم، جيلاً بعد جيل؟

https://hura7.com/?p=45380

الأكثر قراءة