الثلاثاء, أبريل 29, 2025
21.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

مو حيدر ـ معادلة اتخاذ القرار: كيف نكسر دوائر التكرار ونحقق التطور المستدام؟

moe haydar

الحرة بيروت ـ بقلم: مو حيدر، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في شركة ديالكسا

في عالم يتسم بوتيرة متسارعة، نتخذ يوميًا عشرات الآلاف من القرارات، غالبًا دون وعي. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن غالبية أفكارنا اليومية ليست جديدة، بل مجرد تكرار لما فكرنا به بالأمس. هذه الدوائر الفكرية المغلقة قد تعيق التطور وتؤثر على جودة قراراتنا. فكيف يمكننا كسر هذه الحلقة؟ الحل يكمن في امتلاك إطار واضح لاتخاذ القرار، يركّز على التطور بدلًا من الانشغال بالتكاليف قصيرة الأمد.

تُظهر الأبحاث أننا نتخذ ما يقارب 35 ألف قرار يوميًا، معظمها يجري على مستوى اللاوعي، بينما يولد دماغنا نحو 65 ألف فكرة ومحفّز يوميًا، أي بمعدل 2.7 ألف فكرة ومحفّز في الساعة. لكن التحدي الحقيقي يكمن في أن 80-90% من أفكارنا هي تكرار لما فكرنا فيه بالأمس، ما يؤدي إلى الوقوع في دوائر من القلق والتعثر في اتخاذ قرارات فعالة.

لكن لماذا يحدث ذلك؟ السبب يعود إلى توجيه الطاقة نحو الأمور الخاطئة وعدم وجود إطار واضح لاتخاذ القرار. ولتجاوز هذه العقبة، يمكن اعتماد معادلة بسيطة تساعد في قياس فعالية القرارات على المستوى الشخصي والمهني:

معادلة اتخاذ القرار: التطور هو المفتاح

تعتمد هذه المعادلة على ثلاثة عوامل رئيسية:

  1. التطور (العامل غير المحدود): يُعدّ التطور المحرك الأساسي للنتائج على المدى الطويل، ويمكن تعزيزه من خلال الابتكار، الاستراتيجية، والتحسين المستمر. وهو العامل الوحيد غير المحدود، حيث يمكن دومًا توسيع نطاقه للوصول إلى مستويات أعلى.
  2. نسبة التحقيق (مدى القدرة على تحويل الإمكانيات إلى نتائج ملموسة): بينما يعتمد تحقيق الأهداف على التطور، إلا أنه يبقى محدودًا بعوامل مثل العقلية، التنفيذ، الموارد، والظروف المحيطة. حتى مع وجود فرص كبيرة للنمو، فإن نسبة التحقيق لا يمكن أن تتجاوز الإمكانيات المتاحة.
  3. التكلفة (عامل مقيد وليس محفزًا للنمو): تقليل التكلفة قد يحسن الكفاءة، لكنه لا يخلق قيمة جديدة بحد ذاته. لذا، الاعتماد على خفض التكاليف كاستراتيجية أساسية لا يمكن أن يكون نهجًا مستدامًا، بل يجب أن يكون أداة داعمة لتعزيز التطور وتحقيق قيمة حقيقية.

كيف نطبق المعادلة في اتخاذ القرار؟

عند تبنّي هذه المعادلة، يمكن إعادة توجيه القرارات لتحقيق نتائج أكثر استدامة في مختلف المجالات:

  • في الحياة الشخصية: التركيز على التعلم والتطور الذاتي بدلًا من الانشغال بتحقيق كفاءة مؤقتة.
  • في العمل والاستراتيجية: إعطاء الأولوية للابتكار والتوسع بدلًا من الانشغال بتقليل التكاليف فقط.
  • في القيادة: بناء بيئات عمل تعزز عقلية النمو وتدعم الفرق في تحقيق أهداف قابلة للقياس.

إن مفتاح اتخاذ قرارات فعالة لا يكمن في تقليل التكاليف أو تحسين الكفاءة فقط، بل في تعظيم التطور وبناء رؤية طويلة الأمد. عبر تطبيق هذه المعادلة، يمكننا تجاوز التكرار الفكري، وكسر دوائر القلق، وصنع مستقبل يعتمد على التحسين المستمر، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.

https://hura7.com/?p=43755

الأكثر قراءة