الجمعة, فبراير 14, 2025
1.8 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

ميشال معيكي ـ حرتقات على التشكيل… مصلحة لبنان آخر اهتماماتهم!

الحرة بيروت ـ بقلم: ميشال معيكي، كاتب وأكاديمي وفنان تشكيلي

رفرفت عصفورتي باكراً على شبّاكي، وبلهجة الواعظ المؤنِّب قالت: “إسمع بانتباه ما يلي: ما تستمع من “لَثلثات” فاسقة (على لسان الزعامات المزعومة على الشاشات) أوعا تصدّق حرفاً منها. زمن شعارات المواطنة الصالحة وطوباويات الولاء للوطن ومعزوفة محاربة الفاسدين وشرعة حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كلّها صارت من ابتهالات المناسك وشَيل البخور”.

معايير خلقيات العالم تبخرت مع سلوكيات العولمة. مثلاً، لم يعد الولاء لدولة أخرى خيانة وطنية قصاصها الإعدام؛ والفساد لم يعد تهمة؛ وصار الشعار “الشاطر ما يموت – ومين ما أخذ أمّي صار عمّي – وإيد الظلم بوسا وادعيلا بالكسر”!

يا صاحبي، أنت وشلّة الإنسانيين والثقافة “اطلعوا” من هذه الأفلاطونيات ومن مُدُنكم الفاضلة. الدنيا تغيرت مع الأسف.

لبنان الإشعاع والجسر الحضاري بين الشرق والغرب، لبنان النهوض بين البساتنة ونعيمة وجبران والريحاني وسائر المتنورين، هذا الـ”لبنان” المتعدد الأديان والثقافات والإبداعات، أزعج ويزعج الكثيرين وفي مقدمتهم إسرائيل، الدولة القومية العرقية، نقيض تكوين لبنان وتنوّع نسيجه الإنساني… نقولها بأسى: “هذا الـ”لبنان” تسعى منذ زمن لتدميره”… والوقائع كثيرة. مشاهد دروس قديمة مستعادة. إعتداءات على لبنان من الداخل والخارج. بعض الاعتداءات شارك فيها بعض الداخل بالتواطؤ مع الخارج.

قالت عصفورتي: “هل نسيتم اتفاق القاهرة مثلاً، وفتح لاند في العرقوب، وطريق فلسطين تمرّ عبر عيون السيمان، وتحذيرات العميد ريمون إدّه؟ ألا تذكرون تدمير بنك إنترا في العام 1966، بداية مشروع اقتلاع موقع بيروت، مصرف سويسرا العالم العربي والبترو دولار؟ هل نسيتم غارة إسرائيل 1968 على مطار بيروت وتدمير أسطول طائرات الـMEA، بداية تحطيم اقتصاد لبنان والسياحة العربية والغربية؟”

خطة حروب الآخرين على لبنان أثمرت الواقع الذهبي المطلوب ذات يوم: بيروت الشرقية وبيروت الغربية، والذبح على الهوية عند معابر الذلّ والقسمة، وتعميم ذلك النموذج الخطير على المنطقة العربية، وتفتيت دولها طوائفيات من العراق إلى اليمن والسودان وسوريا وصولاً إلى الضفة والقطاع.

مؤسف، مؤذٍ، مخجل منظر المسيّرات الموتيسيكلية الاستفزازية في المناطق التي تؤجج الاصطفافات الطائفية البشعة في المناطق التي احتضنت مهجّري حزب الله. فهل يدرك الحزب ذلك؟

موعودون بتشكيلات خلال أيام. فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف على عجلة لانتظام العمل الدستوري وانطلاق ورشة تعافي الجمهورية.

في الوقائع: حزب الله، قبل أيام، حاول استعادة مكانته عبر دعم مواجهة الأهالي وتحدّيهم للعدو الإسرائيلي الرافض الانسحاب، وفرض وزراء والتشبث بوزارة المال. ثمّ تلميع شعار “جيش-شعب-مقاومة”، مع تضامننا الإنساني والوطني مع أوجاع أهلنا في الجنوب.

سائر القوى السياسية تتزاحم للاستيلاء على وزارة سيادية أو دسمة. وما تبقّى وزارات “عُرمُط” بنظرهم!

بالرغم من وباء أكلة الجبنة، تطلّعنا كبير إلى نجاح العهد بتجاوز الأفخاخ وفرض الشروط على الرئيس المكلّف كرمى للبنان وشعبه.

هل تذكرون؟ في العام 1970، وقبيل التوقيع على اتفاق القاهرة، الذي أعطى الفلسطينيين حق العمل المسلّح انطلاقاً من أرض الجنوب؟ يومها، التفت عبد الناصر نحو العماد إميل البستاني وقال: “أستغرب توقيعكم على هكذا اتفاق يؤذي سيادة لبنان، كما أخشى من تداعياته السلبية عليكم”. حصل ذلك قبل خمسة وخمسين عاماً… وصار ما صار ولبنان يترنّح! صباح الخير سيدتي الجمهورية…

https://hura7.com/?p=43281

الأكثر قراءة