الثلاثاء, أبريل 29, 2025
16.4 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

ميشال معيكي ـ غسان سلامة: أُعطي القوس باريها

MICHEL MAIIKI

الحرة بيروت ـ بقلم: ميشال معيكي، كاتب وأكاديمي وفنان تشكيلي

أن يحلّ غسان سلامة ثانية مسؤولاً وراعياً لوزارة الثقافة، فتلك هناءة لمبدعي لبنان ومثقفيه. لن نبارك أو نهنّئ، ففي خزانة الرجل ومؤلفاته أثقال من المؤلفات والألقاب الأكاديمية، والمواقع الأممية التي اضطلع بها.

وزارة الثقافة، بنظر الكثيرين من أهل السياسة، هي النسيب الفقير، وميزانيتها لا تُغري أحداً من أكلة الجبنة، لأننا مغفّلون… كلنا يعلم أن بناء الأمم ليس بالحجارة والعمارات… إنها وزارة بناء الإنسان!

عبثاً نتشدق بـ”كلّنا للوطن” و”الأرز الخالد”، وفي دواخلنا تعوي ذئاب المال والسلطة ووحوش الطوائفيات.

سمعنا تكراراً تصنيفاً بشعاً لتراتبيات الوزارات بين سيادية وبعدها خدماتية وباقي الوزارات “سَمحة نفس” لاستكمال التشكيلة. هل نسينا يوم استدعى الجنرال ديغول الكاتب الكبير André Malraux واستحدث له وزارة الثقافة، متوجهاً إليه: “إن وهجك الفكري – الإنساني يعطي دفعاً هائلاً لفرنسا الحضارة”. مرة يتيمة وقفت الدولة في قصر بعبدا؛ الياس سركيس سليم الحص أمام ميخائيل نعيمة جالساً على كرسي مجد الأدب والفكر في أسبوع تكريمه.

مع وجود غسان سلامة، نتطلّع إلى دفع كبير لرعاية الفكر والأدب وإلى نهوض وزارة الثقافة للاضطلاع بدورها، بعد سنوات عجاف.

نستذكر للمناسبة الريادة اللبنانية في الداخل والانتشار العربي والعالمي، ونستعيد ذاكرة المطبعة الأولى هنا في قنوبين، وإلى قامات النهضة الأولى بساتنة ويازجيين، وإلى أدباء المهجر: جبران، نعيمه، ريحاني وغيرهم كثر، وصولاً إلى الستينيات والحداثة في الشعر والمسرح والرسم والموسيقى. ونتذكر مبدعي العالم العربي الذين لجأوا إلى واحة بيروت، هرباً من سجون الأنظمة التوتاليتارية.

كم نحن بحاجة اليوم إلى استنهاض قيم التنوير حِيال الجهالة والنفعية واستباحة القيم الوطنية التي خلخلت – زمناً متوحشاً – مداميك الجمهورية.

غسان سلامة: الورشة كبيرة؛ الساحة لك، نعوّل عليك… فلا تخذلنا…

https://hura7.com/?p=44423

الأكثر قراءة