الأربعاء, مايو 14, 2025
12.1 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

ميلوني تلتقي ترامب: ما الذي يمكن أن تحققه في واشنطن؟

DW ـ تزور رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية، جورجا ميلوني، واشنطن، وستكون الرسوم الجمركية الموضوع الرئيس في تلك الزيارة. فهل ستتحدث هناك لصالح الاتحاد الأوروبي أم ستوجه له الانتقادات – وما الذي ستعود به؟

من المنتظر أن تقوم ميلوني بزيارة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في واشنطن الخميس (17 أبريل/ نيسان). وأجمعت العديد من وكالات الأنباء على أن هذه الزيارة ستركز بشكل خاص على النزاع الجمركي.

لقد هدأ الوضع إلى حد ما بعد الإعلان عن هذه الزيارة: في البداية، أعلن ترامب أنه سيعلق ما يسمى بـ”الرسوم الجمركية المتبادلة” ضد الاتحاد الأوروبي والتي تبلغ 20 في المائة لمدة 90 يوماً. ثم ردّ الاتحاد الأوروبي بعد ذلك بأنه سيعلق أيضاً تدابيره المضادة المقررة هذا الأسبوع للرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم المفروضة بالفعل لمدة 90 يوماً. وبحسب رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، فإنهم أرادوا إعطاء فرصة للمفاوضات.

ميلوني تريد الحديث عن الرسوم الجمركية 

على الرغم من الوضع الجديد، تتوقع تيريزا كوراتيلا، نائبة رئيس مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما، أن يكون الشغل الشاغل لميلوني هو المفاوضات الثنائية بشأن الرسوم الجمركية.

وتتوقع كوراتيلا، وكذلك ليو غوريتي من “معهد السياسة الخارجية” بإيطاليا (Instituto Affari Internazionali)، أن تحاول ميلوني استخدام نفوذها الواضح وعلاقاتها الجيدة مع ترامب لإيجاد حل للنزاع الجمركي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، رغم أن ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، كما صرحت كوراتيلا لـDW.

كانت ميلوني هي الوحيدة بين رؤساء الحكومات الأوروبية التي حضرت حفل تنصيب ترامب في يناير. وعندما زارت الأخير في منزله في منتجع مارالاغو بفلوريدا قبل ذلك، أشاد بها ووصفها بأنها “امرأة رائعة”. وكثيراً ما عبّرت روما في الآونة الأخيرة عن رغبة بأن تكون بمثابة “جسر تواصل” بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ما هو نهج ميلوني؟ 

في الفترة التي سبقت الرحلة، أخبرت ميلوني ممثلي قطاع الأعمال أنها تؤيد اقتراح المفوضية الأوروبية لتصفير الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسودة خطابها أنها ستشعر بالالتزام بهذا الاقتراح عندما تسافر إلى واشنطن.

وهو النهج الذي أيدته أيضاً فون دير لاين الأسبوع الماضي على منصة “إكس”. ولطالما كانت رئيسة المفوضية الأوروبية تؤيد عدم فرض رسوم جمركية بين الطرفين.

بالإضافة إلى ذلك، أصبح اقتراح الاتحاد الأوروبي معروفاً والذي بموجبه يتعيّن أن تكون هناك رسوم جمركية صفرية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على السلع الصناعية، بما في ذلك السيارات. ومع ذلك، ربما كان هذا الاقتراح مطروحاً على الطاولة منذ عام 2019.

يقول المؤرخ غوريتي إن نهج ميلوني الأساسي تجاه الولايات المتحدة “لعبة محفوفة بالمخاطر”. إذ “مهما كانت قريبة أيديولوجياً من ترامب، لا يمكنها أن تنحاز تماماً إلى الولايات المتحدة وضد بروكسل”، بحسب غوريتي. ذلك أن إيطاليا لا تستطيع تحمل مغادرة الاتحاد الأوروبي، خاصة من منظور اقتصادي.

وتتعرض ميلوني، التي ترأس الحزب اليميني “أخوة إيطاليا”، لضغوط من أجل مصالح الاقتصاد المحلي. وكان لدى روما فائض تجاري على صعيد السلع مع واشنطن بقيمة حوالى 40 مليار يورو في عام 2024، وهو ثالث أعلى رقم في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا وأيرلندا. وإجمالاً، تذهب 10% من جميع الصادرات الإيطالية إلى الولايات المتحدة. لكن مع ذلك، فإن أهمية السوق الأمريكية بالنسبة للاقتصاد الإيطالي لا تقترب بحال من الأحوال من أهمية السوق الداخلية الأوربية لهذا الاقتصاد.

هل تتحدث ميلوني لصالح الاتحاد الأوروبي؟  

في بروكسل، لا يملون أبداً من التأكيد على أن الأمر متروك بشكل أساسي لمفوضية الاتحاد الأوروبي للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية. ومع ذلك، قالت المتحدثة باسم الاتحاد، أريانا بوديستا، إن هناك اتصالات بين فون دير لاين وميلوني في الأيام الأخيرة، وذلك في إطار الزيارة المرتقبة للولايات المتحدة. ومن المقرر إجراء المزيد من الاتصالات قبل بدء الرحلة، كما أن خطط ميلوني “مرحب بها للغاية ومنسقة بشكل وثيق”.

ما الذي يمكن أن تحققه ميلوني؟ 

يعتقد غوريتي أنه بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن الأمر يعتمد كثيراً على الموقف الذي ستتبناه ميلوني في واشنطن. فهي مترددة بين سياسة تصفير الرسوم الجمركية وتوجيه الاتهامات للاتحاد الأوروبي. فإذا التزمت بخط التعريفة الجمركية الصفرية، من المفترض أن يلقى ذلك قبولاً لدى الاتحاد والدول الأعضاء الأخرى. لكن إذا انتقدت الأخير وركزت النقاش على المشاكل الداخلية، مثل البيروقراطية الزائدة عن الحد والإفراط في التحكم (من قبل بروكسل)، فمن المرجح أن يرسل ذلك إشارة سيئة إلى بروكسل.

صحيح أن المؤرخ يشكك في ما إذا كانت ميلوني ستعود بأي نتائج فعلية من واشنطن، لكنه يعتقد بأنه من الممكن أن تكون هناك تصريحات في اتجاه سوق مشتركة عبر الأطلسي. وقد ينطوي ذلك على اتخاذ موقف مشترك ضد تحديات مثل الصين.

أما كوراتيلا، فهي أكثر تشككاً، إذ تؤكد أن ميلوني ليس لديها تفويض رسمي من المفوضية الأوروبية. وتتوقع أن فرنسا على وجه الخصوص لن تكون سعيدة بهذه الزيارة. كما تعتقد كوراتيلا بأنه من المرجح أن يجري تنميق وتزيين زيارة ميلوني وتقديمها للعلن على أنها توافق كبير مع ترامب. وهذا بدوره سيجعل من الصعب على ميلوني الحفاظ على موقفها في الاتحاد الأوروبي.

أوكرانيا والناتو وأفريقيا على الطاولة أيضاً 

من المرجح أيضاً أن تلعب المصالح الوطنية الأخرى دوراً في اجتماع ترامب – ميلوني. على سبيل المثال، أنفقت إيطاليا أقل بقليل من 1.5% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على ميزانية الدفاع لحلف الناتو في عام 2024، وهو ما يقل عن هدف الناتو البالغ 2%. ويتوقع غوريتي أن تسعى ميلوني إلى الحصول على تساهل مع إيطاليا من قبل ترامب. فالوصول إلى نسبة 2% صعب بالفعل على البلد. أمّا تحقيق معدلات إنفاق أعلى، مثل الخمسة في المائة التي تطالب بها الولايات المتحدة، فهذا أمر مستحيل بالنسبة لروما.

ويقول غوريتي إن إيطاليا تريد أيضاً أن تلعب نوعاً من الدور الريادي لأوروبا والغرب في القارة الأفريقية. وتحقيقاً لهذه الغاية، تأمل ميلوني في الحصول على موافقة الرئيس الأمريكي. وستشكل أوكرانيا أيضاً موضوعاً مهماً في الزيارة. إذ توضح كوراتيلا أن ميلوني تصر منذ مجيء إدارة ترامب على قيادة الولايات المتحدة لاتفاق سلام محتمل.

https://hura7.com/?p=49744

الأكثر قراءة