الثلاثاء, أبريل 22, 2025
18 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

ناضر كسبار ـ المسؤول الأب والقائد الناجح

الحرة بيروت ـ بقلم: ناضر كسبار، نقيب المحامين السابق في بيروت

القيادة لها أربابها. ليس كل مسؤول مهما علا شأنه قائداً. بعض المسؤولين قد يصلون إلى أعلى المناصب، ولكن ليس إلى القيادة. فهم يبقون في الدرجة الثانية. وهذه النظرية معمول بها منذ القدم. وجميعنا قرأ عن نظرية الرجل الثاني الذي لا يمكن أن يكون الرجل الأول، وهي ما يعرف بنظرية الـSecond.

القائد هو من يتحلى بالحكمة والشجاعة وبعد النظر وروح المبادرة واتخاذ القرارات والمحبة والتواضع، وطبعاً بالأخلاق الرفيعة.

القائد هو من يظهر أمام شعبه ومناصريه ومحبيه بأنه صاحب قرار، وبأنه قادر على تخطي الصعاب والمشاكل مهما كانت.

القائد هو الذي يعطي الثقة لشعبه بأنه يعمل لمصلحتهم وبأنه منهم ولهم، وبأنه سوف يوصلهم إلى بَرّ الأمان.

القائد هو الذي يحافظ على كرامة شعبه ويمنع المسّ بها، وهو الذي يكون سنداً له.

القائد هو الذي يقرر ويحسم وليس ذاك الذي يتمنى ويشكو همومه لشعبه وكأنه غير قادر على اتخاذ قرار. فالذي يتمنى هو الشعب، أما القائد فهو الذي يقرر.

القائد هو الذي لا يعرف الحقد والحسد والضغينة إذ لا يعرف الحقد من تعلو به الرتب. فالقيادة محبة. أما الحقود والحسود فلا يصل إلى مرتبة القيادة والتاريخ شاهد على ذلك.

ومنذ العصر العباسي، كتب الشاعر علي بن الجهم:

نميل على جوانبة كأنا

لعزتنا نميل على أبينا

نُقَلِبُهُ لِنَخبُرَ حاليته

فَنَخبُرُ منهما كرماً ولينا

يبقى أمر واقعي نلمسه يومياً لدى متابعتنا لتصاريح كبار المسؤولين الذين يدعون الموظفين والأمنيين الى عدم الرد على أحد وإلى القيام بواجباتهم.

التصاريح ليست عملية، بل يجب التحقيق مع عدد منهم وإدخالهم السجن إذا كانوا مرتكبين، والقول بأن يد السارق سوف تقطع. فتنتظم الأمور.

كما نقرأ بعض التصاريح التي تطلب من المواطنين إبلاغ المسؤول بالمخالفات. كيف نبلغك أيها المسؤول، وبابك مغلق، وليس لديك مركز للشكاوى كما كانت غرفة الأوضاع سابقاً وكان رئيسها وزير الدفاع الحالي اللواء ميشال منسى. وخير دليل على ما نقول أننا نكتب يومياً ولا أحد يقرأ أو يسمع.

https://hura7.com/?p=49620

الأكثر قراءة