الثلاثاء, أبريل 29, 2025
16.4 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

ناضر كسبار ـ “تدروشوا” وزوروا الإدارات ومارسوا الكشف الحسي

الحرة بيروت ـ بقلم: ناضر كسبار، نقيب المحامين السابق في بيروت

“تدروشوا” وزوروا الإدرارات، ومارسوا الكشف الحسي. فمن مشاهداتنا اليومية للإدارات في الدوائر العقارية والمالية والنافعة وغيرها، نجد طوابير المواطنين الذين يعانون الأمرّين لإتمام معاملاتهم، مع ما يرافق ذلك من تدفيش وتضارب أحياناً، وشتائم متبادلة بسبب أفضلية المرور. هذا عدا عن مرور البعض كـ”خط عسكري” وتجاوز الجميع و”ممنوع الانتقاد”.

وفي هذا المجال، كنت ولا أزال أنتقد المسؤولين الذين يجلسون وراء مكاتبهم ويستقبلون ويودّعون ويتصورون ويحرصون على كتابة الخبر. أما الإدارات التابعة لهم “فسارحة والرب راعيها”. وإذا أثرنا مثل هذه المواضيع قد يقول البعض إننا نكتب حول مواضيع عادية. فما هي  مواضيعكم الكبرى أيها المسؤولون. وماذا تحققون من إنجازات غير التواقيع الروتينية والاستقبالات، والإدارات مهترئة حيث لا تنظيم ولا ترتيب، مع أن الأمر يحتاج إلى عناية بسيطة وترتيب ذكي للعمل كما تعمل جميع الإدارات في دول العالم.

فما الضير من الزيادات المفاجئة للمسؤولين في الإدارات والمؤسسات التابعة لها، ولماذا لا توضع الخطط المدروسة بشكل دقيق للتخفيف من الضغط، ومن تراكم المعاملات، ومن إهانة أصحاب العلاقة الذين يودّون إنجاز معاملاتهم بكرامة؟

أيام الزمن الجميل، كان القاضي الدكتور عفيف شمس الدين، عندما يشك في تقرير خبير، يقرر الكشف الحسي. وكم تكشفت أمامه حقائق لدى قيامه بهذه الخطوة.

يقول لي البعض، لماذا لا تعطي هذه الحكومة الفرصة للعمل وقد سحبت منها الثقة كمواطن منذ اللحظة الأولى؟ وكان الجواب واضحاً: الرسالة تُقرأ من عنوانها، ولا يمكن لحكومة السيرة الذاتية (CVs) والأصدقاء والمستشارين والمقرّبين من الأحزاب أن تنجح، ومكتوب عليها الفشل. وبدأت بوادر الفشل تظهر يوماً بعد يوم. وإلى من تقول إنه علينا أن “نجرّب الحكومة”، نقول: “الوضع لا يحمل التجارب”.

أثناء الحرب قالت امرأة لزوجها: “يا مخايل إنزل شوف البيت إذا متضرر”. فأجابها: “ولكن الحرب قوية تحت”. فقالت له: “جرّب”. فأجابها: “وهل عندك مخايلين حتى تجرّبي بمخايل منهما؟”.

https://hura7.com/?p=47297

الأكثر قراءة