جريدة الحرة ـ بيروت
ما إن انتشر خبر وفاة قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالمقالات والتعليقات التي تكلمت عن قداسته، وما كان يمثله من رمز إنساني سخّر حياته لخدمة الإنسانية وحمل جراح الانسان، بالإضافة إلى ما كان يكتنزه من محبة وتواضع.
إلّا أن الميزة التي أود التركيز عليها هي ميزة قربه من الناس. هذه الميزة التي قد يعتبرها البعض سهلة وعادية، هي بالفعل غير عادية، ولا يتحلى بها معظم المسؤولين. وهي تتطلب مجهوداً كبيراً، وصبراً، وتواضعاً وتسامحاً مع الذات وتصالحاً مع النفس. وهي كانت، وكما كتبت يوم وفاته، إحدى أهم مميزات غبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير: القرب من الناس.
أصحاب هذه الميزة يلتقون الناس، يشاركونهم همومهم ومشاكلهم، يساعدونهم على تخطي الصعاب.
عندما يتكلمون ويتحاورون مع الآخرين، ينظرون في عيونهم وليس في مكان آخر، وهو ما يُعرف بالـ”Regard fuyant”. وأصحاب هذه الميزة يتحلّون بالتواضع، وطول الأناة والصبر، واحترام الآخرين. وهي الميزة الأهم التي كان يتمتع بها قداسة الحبر الاعظم.
في يومنا الحاضر، وبكل تجرد، هناك شخصية لبنانية تحمل هذه الميزة، فخامة الرئيس العماد جوزيف عون، الذي يتمتع بروح الإلفة والمحبة والتواضع والتواصل مع الآخرين، مع شجاعة وجرأة في اتخاذ المواقف المصيرية.
*ناضر كسبار: نقيب المحامين السابق في بيروت
