نتنياهو يأمر بالتحضير لإخلاء رفح وتدمير كتائب حماس
Dwـ هربا من الحرب، يتكدس حاليا نصف سكان غزة في رفح. وفيما تحذر السلطة الفلسطينية من خطط إسرائيل للتصعيد بجنوب غزة، طلب رئيس الوزراء نتنياهو من الجيش وضع خطة لـ”إجلاء” المدنيين من رفح وتدمير الكتائب” التابعة لحماس.
مع خشية جهات عديدة من هجوم محتمل لإسرائيل على رفح، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامر إلى جيشه، الجمعة (9 فبراير/ شباط 2024)، بإعداد “خطة لإجلاء” المدنيين من رفح. وأفاد مكتب نتنياهو في بيان: “يستحيل تحقيق هدف الحرب من دون القضاء على حماس وترك أربع كتائب لحماس في رفح. على العكس، من الواضح أن أي نشاط (عسكري) كثيف في رفح يتطلب أن يخلي المدنيون مناطق القتال”.
وأضاف البيان: “في هذا السياق، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو القوات والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بتقديم خطة مركبة لإجلاء السكان والقضاء على كتائب” حماس في المدينة التي تمثل الملاذ الأخير للنازحين الهاربين من الحرب في قطاع غزة.
وصدر البيان بعد يومين من رفض نتنياهو اقتراح حماس لوقف إطلاق للنار، يتضمن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة. ولم يسهب البيان في التفاصيل.
يشار إلى أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وبعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع المحاصر، محور الترقب بشأن المرحلة المقبلة.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية رفح الجمعة، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن معارك وقعت الخميس في مختلف أنحاء قطاع غزة، مشيرا إلى أن 15 “إرهابيا” قتلوا خصوصا في خان يونس.
“لا يعلمون إلى أين يمكن أن يذهبوا”
وحذّرت الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا في الحرب، من وقوع “كارثة” في رفح، ووجّه الرئيس جو بايدن انتقادا ضمنيا نادرا إلى إسرائيل. وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي ردّاً على سؤال أمس الخميس إن “الردّ في غزة… مفرط”، مؤكدا أنه بذل جهودا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيين.
وقال مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتصعيد العسكري في رفح تهدف إلى دفع الفلسطينيين إلى هجر أرضهم. وقالت الرئاسة إنها تحمل الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية مسؤولية تداعيات تلك الخطة.
فيما قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن المدنيين في رفح بقطاع غزة يحتاجون إلى الحماية، لكن الأمم المتحدة لا تريد رؤية أي تهجير قسري جماعي.
وبدورها حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة على رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، قد تجلب المزيد من الدمار للسكان المدنيين. وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا: “هناك شعور بالقلق” في رفح لأن الفلسطينيين الذين تضيق بهم المدينة “لا يعلمون البتة إلى أين يمكن أن يذهبوا”.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن القاهرة أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين في إطار سلسلة تدابير لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة.
وجرى نشر الآليات قبل توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية لتشمل مدينة رفح بجنوب غزة التي نزح إليها أغلب سكان القطاع بحثا عن ملاذ آمن، الأمر الذي زاد مخاوف مصر من احتمال إجبار الفلسطينيين على الخروج على نحو جماعي من القطاع.
أطفال دون الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد
ويعاني واحد من بين كل عشرة أطفال في غزة دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بسبب الحرب وفقا لبيانات أولية من الأمم المتحدة من خلال قياسات الذراع التي تظهر مستويات الهزال لدى الأطفال.
ووفقا لمذكرة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أظهرت قياسات محيط أذرع آلاف الأطفال الصغار والرضع أن 9.6 بالمئة منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يمثل ارتفاعا بنحو 12 مثلا عن مستويات ما قبل الحرب. وفي شمال غزة، بلغ المعدل 16.2 بالمئة أو واحدا من كل ستة أطفال.
وقال موظفون في مجال الإغاثة إنه في الأسابيع القليلة الماضية، تكرر تعرض شاحنات الغذاء للنهب من الحشود الجائعة قبل أن تتمكن من الوصول إلى المستشفيات التي كانت متجهة إليها.
وقالت مؤسسة أكشن إيد الخيرية إن بعض الناس يلجأون إلى أكل العشب. وأضافت أن “الجميع في غزة يعانون الآن من الجوع ولا يحصل الناس إلا على لتر ونصف أو لترين من المياه غير الصالحة للشرب يوميا لتلبية جميع احتياجاتهم”.