الإثنين, يناير 20, 2025
1.7 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

نداء للتجمّع والتنظيم والعمل تحت شعار: الأرض، المجتمع، الدولة

الحرة بيروت

أدخل حزب الله لبنان في مواجهة عسكرية غير مدروسة مع جيش العدو الصهيوني، تستند إلى استخدام مشوّه لمفهوم المقاومة، وأدار هذه المعركة بمفرده من دون أخذ رأي مجتمعنا اللبناني في ذلك، وكانت نتيجتها توقيع لبنان على اتفاق مذلّ لوقف إطلاق النار.

إنّ هذا الاتفاق أعطى العدو الصهيوني حرّية الحركة في استباحة أرضنا وانتهاك سيادة بلدنا، كما أنّه لا يتضمّن أي صفقة لتحرير أسرانا لدى العدو. وقد عادت أجزاء من أرض الجنوب لتصبح محتلّة بعد ربع قرن من تحريرها، وخسر عدد كبير من أبناء مجتمعنا سكنهم أو باب رزقهم.

كل ذلك يعني هزيمة للبنان يتحمّل مسؤوليتها حزب الله، الذي حسم خياره بأن يكون ذراعاً للنظام الإيراني ولو على حساب مصلحة لبنان، والذي يستمرّ في مناورات عبثية بهدف تكريس سلاحه كأمر واقع. لقد أسفرت تلك المناورات عن مصادرة جيش العدوّ الصهيوني لأكثر من 85 ألف قطعة سلاح. وبدلاً من أن يقوم حزب الله بتسليم الجيش اللبناني خرائط مستودعات الأسلحة والبنى التحتية العسكرية في الجنوب لكي يستفيد منها جيشنا، فضّل حزب الله أن يخسرها كغنائم حرب لصالح جيش العدوّ.

بالمقابل، فإن وتيرة الانتشار البطيئة للجيش اللبناني تحمل تهديداً جديّاً ببقاء الاحتلال لفترة أطول في جنوب لبنان. إنّ هذا الأمر سوف يمنح العدو المزيد من الوقت للاستمرار في جرائم الحرب والتهجير القسري والإبادة الجماعية لسكان الجنوب، وخصوصاً أبناء القرى الحدودية، عبر تحويل بلداتهم إلى أماكن غير صالحة للعيش. على قيادة جيشنا اللبناني مصارحة مجتمعنا بأسباب البطء في عملية الانتشار، وإلا فإنها تتحمل المسؤولية عن تأخير عودة سكان الجنوب إلى أرضهم، مع ما يترتب على ذلك من آثار اقتصادية واجتماعية.

ويصبح الواقع أشدّ قتامة عندما يُضاف، إلى كلّ ذلك، الثمن الباهظ الذي لا زال مجتمعنا يدفعه بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة منذ توقيع اتفاق الطائف حتى اليوم. لقد تبدّدت مدّخرات الناس، وانخفضت قدرتهم الشرائية، وانتشر الفقر في لبنان بمستويات غير مسبوقة.

لكنّ هذا الواقع لا يعني أبداً أن الأمل مفقود. بإمكاننا أن نحوّل الأزمات المتزامنة إلى فرصة للتغيير السياسي، ولوضع حدّ نهائي لانتهاك كرامة أرضنا ومجتمعنا، وذلك من خلال توحيد الجهود حول هدف موحّد هو إرساء الدولة القادرة والعادلة وذات السيادة الكاملة.

النداء

في الوقت الذي يقوم فيه جيش النظام الصهيوني بحرق وتدمير أجزاء من أرضنا، والتوغّل إلى داخلها واحتلالها وإخضاعها بالنار

وفي الوقت الذي يُجبر فيه العدو الصهيوني جزءًا من مجتمعنا على الرحيل عن أرضه؛

وفي الوقت الذي يريد فيه النظام الإيراني أن تكون أرضنا اللبنانية أرضاً سائبة بلا دولة ولا مؤسسات، ومنصة جغرافية في خدمة مصالحه؛

وبظل استمرار الطبقة الحاكمة في لبنان بسياسة التهجير الممنهج لمجتمعنا، وإجبار شبابنا على ترك أرض بلدهم لكي يعملوا في الخارج ويرسلوا المال إلى لبنان، فيتبدّد مجتمعنا في سبيل أن تبقى الطبقة الحاكمة؛

وبظلّ استمرار الطبقة الحاكمة في تفكيك الدولة وتغييبها وهدم مؤسساتها؛

وبظلّ قيام الطبقة الحاكمة وأحزابها الطائفية بإضعاف مناعة المجتمع اللبناني من خلال زرع بذور الصراعات الطائفية والتحريض والفتن التي تهدّد وحدة مجتمعنا، الأمر الذي يوفّر لأعداء لبنان أرضاً خصبة لغرس الدسائس وبثّ الشائعات وتحريض مكونات مجتمعنا ضدّ بعضها البعض؛

لذا، وبمواجهة كلّ هذه المحن مجتمعةً، نوجّه، نحن المكتب التنفيذي في مبادرة النقاط العشر، نداءً للتجمّع والتنظيم والعمل تحت شعار: الأرض، المجتمع، الدولة.

إنّ قضيّتنا وأهدافنا واضحة: التمسّك بكامل أرضنا، وتعزيز وحدة مجتمعنا وتوفير كافة شروط صموده وبقائه على أرض لبنان. وبناء عليه، فإنّ كلّ قوّة خارجية تهدّد أرض لبنان وتعرّض مجتمعنا للخطر هي عدوّتنا؛ وكلّ قوّة خارجية تنتهك سيادتنا الوطنية هي عدوّتنا.

أمّا في الداخل اللبناني، فإنّ كلّ من يهدّد بقاء مجتمعنا في أرضه هو خصم لنا؛ وكلّ من ينتهك كرامة مجتمعنا أو يُضعف قدرته على الصمود هو خصم لنا؛ وكلّ من يهدّد وحدة مجتمعنا هو خصم لنا.

وبالمقابل، فإنّنا نمد أيدينا للتعاون مع كل من يتشارك معنا قضيتنا.

إنّ قضيتنا تنتصر من خلال تحقيق رؤية النقاط العشر لإرساء الدولة القادرة:

  • التي تحمي أرضنا ومجتمعنا، وتلجم نفوذ وسلطة زعماء العشائر الطائفية، وتوحّد المجتمع اللبناني بقانون مدني موحّد وقضاء مدني موحّد وسلطة قضائية قادرة وعادلة ومستقلّة؛
  • والتي تحقّق العدالة الاجتماعية والمناطقية، فتؤمّن لمجتمعنا الرعاية والخدمات الأساسية، بدلاً من أن يؤمّن زعماء العشائر الطائفية بعضاً منها مقابل الولاء السياسي، وتعزّز قدرة المناطق اللبنانية على النمو وعلى إدارة شؤونها بفعالية؛
  • والتي تفرض سيادتها السياسية والأمنية والإدارية على كامل أرضها وجميع مناطقها.

إلى العمل سوياً، نجتمع وننتظم ونتحرك ونكون معاً في قضيتنا المحقّة والعادلة والشريفة. لأرضنا الكرامة والحياة، ولمجتمعنا القوة والصمود، ولنبنِ معاً الدولة القادرة والعادلة وذات السيادة الكاملة.

https://hura7.com/?p=40960

الأكثر قراءة