الأربعاء, مايو 21, 2025
14.5 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

هادي عيسى – تقلّص مساحات اليابسة أمام تمدد المحيطات

الحرة بيروت – بقلم: هادي عيسى، باحث في جامعة الإمارات في مجال علوم الأرض والجيولوجيا

أضع بين أيديكم اليوم نتائج بحث كنت قد شاركت فيه حول فقدان مساحات من اليابسة لصالح المحيط على طول ساحل المحيط الأطلسي. فما هي الأسباب المباشرة وغير المباشرة؟

الأسباب غير المباشرة

الأسباب غير المباشرة طبيعية من حيث النوع، ولكن ليس من حيث معدّل الحدوث.

  1. يعود السبب الأول إلى تراكم الحصى كون المنطقة انتقالية بين اليابسة والمحيط. وبالتالي، عندما تبدأ عملية التوحّد بين الحصى، والتي تحوّلها إلى صخور رسوبية، يحدث انخفاض في مستوى سطح الأرض.
  2. أما السبب الثاني فيتعلق بالفترة الجليدية الأخيرة، حيث أنّه، وبعد انتهائها، كان قد حصل ذوبان لصفائح ضخمة الحجم والوزن من الجليد. وعندما تُزال هذه الصفائح من على سطح الأرض، تحدث ردّة فعل ارتدادية من اليابسة التي كانت عليها. أمّا اليابسة على الساحل، فيحدث لها انخفاض موازٍ للارتداد الذي حصل على الجانب الآخر.

السبب المباشر

يرتبط السبب المباشر بالتغيّر المناخي. فما علاقته بكل ذلك؟ امتدّ الفحص الذي قامت به الدراسة على مدى خمسة عشر عاماً (من العام 1996 حتى العام 2011)، أما الفرق الذي تمّ رصده في مساحات اليابسة يُفترض أن يحدث (تحت ظروف طبيعية) خلال عشرات الآلاف من السنين، أي أنّ الأسباب التي تمّ ذكرها جعلت مستوى اليابسة أكثر عرضة للانخفاض، لكن السبب المباشر كان ارتفاع مستوى مياه المحيط.

كيف نتحقّق من زوال مساحات اليابسة؟

هناك أولًا تحقّق التحليل الإحصائي للحصول على ترند لبيانات مساحات اليابسة، وهو ما يساعد على تكوين تصوّر حول تغيّر المساحة الظاهرة عبر الزمن.

أما التحقق الثاني فهو يدعم النتيجة الأولى من خلال تطبيق حسابات على بيانات القمر الصناعي. نعلم أنّ مياه المحيط تمتص الكثير من الأشعّة تحت الحمراء والقليل من الضوئين المرئيين للعين المجرّدة الأزرق والأخضر. وبالتالي، عن طريق حساب فرق الانعكاس المتناثر الصادر بين الضوء الأخضر والأشعة تحت الحمراء، بإمكاننا التحقّق فيما إذا كان مصدر الانعكاس محيط أو يابسة. وبهذا، من خلال مقارنة نتائج الحسابات عبر الزمن، تظهر مساحات اليابسة المفقودة.

https://hura7.com/?p=38640

الأكثر قراءة