الأحد, مارس 23, 2025
11.7 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

هل تستطيع ألمانيا قيادة استقلال أوروبا الاستراتيجي عن النفوذ الأمريكي؟

DWـ بعد فوز المسيحيين الديمقراطيين في الانتخابات، لم تصدر عن الدول الأوروبية تبريكات فقط، بل جاءت معها مطالب من الاتحاد الأوروبي أيضاً. ومن المتوقع أن تعمل ألمانيا على زيادة إنفاقها الدفاعي لتعزيز “استقلالها الاستراتيجي”.

جاءت أول التبريكات والتهاني الأوروبية للمسيحيين الديمقراطيين من “إخوانهم” المحافظين. ووصف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس نتيجة الانتخابات بأنها “انتصار حاسم لعائلتنا السياسية وألمانيا وأوروبا”.

كما هنأ حزب الشعب الأوروبي المحافظ (EPP)، الذي يضم أحزاباً يمينية ومحافظة في عموم القارة الأوروبية، فريدريش ميرتس على حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، معبراً عن ثقته في أن ميرتس سوف يوفر “القيادة اللازمة لألمانيا القوية في أوروبا القوية”.

“ألمانيا القوية مهمة لأوروبا القوية”

وهنأ زملاء آخرون من الأحزاب الأوروبية المحافظة ميرتس. في حين أمل رئيس الوزراء الكرواتي، أندريه بلينكوفيتش، “تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن”. وهنأ نظيره الفنلندي، بيتيري أوربي، “صديقه فريدريش ميرتس”، مؤكداً أن ألمانيا القوية مهمة لأوروبا القوية.

كما أعربت رئيسة وزراء لاتفيا، إيفيكا سيلينا، عن تطلعها إلى بناء “أوروبا أقوى وأكثر أماناً وتنافسية” في ظل قيادة ميرتس.

ومن طرفه، قال رئيس الوزراء البرتغالي، لويس مونتينيغرو، إنه يتطلع إلى معالجة “التحديات المشتركة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة”.

ومن جانبه، عبر رئيس الوزراء التشيكي، بيتر فيالا، عن أمله في “النجاح في تشكيل الحكومة الاتحادية”. كما أعرب عن تطلعه إلى “العمل معاً من أجل أوروبا قوية”.

وهنأت رئيسة الوزراء الدنماركية، وزعيمة الاشتراكيين الديمقراطيين، ميته فريدريكسن، مرشح التحالف المسيحي، ميرتس. وأكدت أنه في أوقات عدم اليقين نحتاج إلى “أوروبا قوية وألمانيا قوية”.

وتقدم عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الأوروبي بالتهنئة أيضاً. ودعا النائب الألماني رينيه ريباسي إلى البدء بالمفاوضات مع شركاء “أوروبيين موثوقين سياسياً”.

إذا نجح ميرتس في إيجاد أغلبية لتشكيل ائتلاف حاكم وأصبح المستشار المقبل للجمهورية الاتحادية، فسوف يدخل إلى المجلس الأوروبي (الذراع التنفيذي للتكتل الأوروبي) مع رؤساء دول وحكومات الدول الستة والعشرين الأخرى في الاتحاد الأوروبي. وفي اجتماعات القمة الدورية التي يعقدونها، سيحددون المسار الذي ستتخذه سياسة الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن تغير ألمانيا، في عهد المستشار ميرتس، مسارها في بعض المجالات، مثل سياسة الهجرة. علاوة على ذلك، يأمل الاتحاد الأوروبي أن تعمل الحكومة الجديدة على إضفاء مزيد من الوضوح في ما يتعلق بموقف ألمانيا بشأن المقترحات التشريعية.

روته: يجب على أوروبا إنفاق المزيد من الأموال على الدفاع

انضم الأمين العام لحلف شمال الأطلسين مارك روته، إلى صفوف مقدمي التهاني. وقال إنه يتطلع إلى التعاون في “هذه اللحظة الحرجة لأمننا المشترك”. وأضاف أنه يتعين على أوروبا أن تنفق المزيد على دفاعها، معتبراً أن زعامة ميرتس أساسية في هذا الصدد.

ويبلغ المستوى الحالي للإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي اثنين في المائة. وبعد أن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى زيادة هذه النسبة إلى خمسة في المائة، تجري مناقشة هدف جديد في حلف شمال الأطلسي. وكان مارك روته قد قال بالفعل إن الهدف في المستقبل يجب أن يكون “أكثر من ثلاثة في المائة”. ومن المتوقع أن يتم اتخاذ القرار في قمة حلف شمال الأطلسي في يونيو/حزيران المقبل.

كما يناقش الاتحاد الأوروبي كيفية زيادة الإنفاق الدفاعي. وتقدر المفوضية الأوروبية احتياجات الأعوام العشرة المقبلة بنحو 500 مليار يورو.

“الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا عن الولايات المتحدة

ويتمحور النقاش حول مصادر الأموال إلى الديون المشتركة، التي يرفضها المستشار الحالي أولاف شولتز بشدة. وستلعب الحكومة الجديدة دوراً هاماً في هذا الصدد، باعتبار ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.

ورغم أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي لم تعلق بعد على نتائج الانتخابات في أكبر دولة عضو فيها، فإن ميرتس أرسل بالفعل إشاراته الأولى إلى بروكسل. وأوضح أن “أولويته المطلقة” ستكون “تعزيز أوروبا خطوة بخطوة حتى نتمكن من تحقيق الاستقلال عن الولايات المتحدة”.

ومن المرجح أن يلقى هذا التوجه ترحيباً خاصاً من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ينادي منذ فترة طويلة بـ”الاستقلال الاستراتيجي”. ولم يعلق ماكرون حتى الآن على فوز ميرتس في الانتخابات.

https://hura7.com/?p=45483

الأكثر قراءة