وكالات ـ مع انشغال أنظار العالم نحو لبنان وغزة وإيران، يتعرض أهالي الضفة الغربية المحتلة لمداهمة منازلهم وتدمير البنية التحتية في عمليات عسكرية إسرائيلية منظمة مصحوبة بجرافات، جعلت الطرق غير أمنة والوصول إلى المراكز الطبية والمستشفيات عملية شبه مستحيلة، وذلك مع استمرار الاعتقالات وقتل عناصر تقول إسرائيل أنها تابعة لحركة حماس.
أعلن الجيش الإسرائيلي والشرطة وجهاز الأمن الداخلي شين بيت في بيان مشترك، السبت 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أنه تم تنفيذ “عملية لمكافحة الإرهاب في طولكرم للقضاء على إسلام عودة”، المنتمي إلى الجناح العسكري لحركة حماس خلال عملية دهم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة.
وبحسب البيان عودة متهم بالتخطيط لهجوم، وخلال المداهمة “فتح عودة النار على قوات الأمن التي حاصرته وردت بإطلاق النار”، مما أدى إلى مقتله على درج المبنى الذي حاصرته القوات الإسرائيلية.
كما ذكر البيان أن القوات الإسرائيلية “عثرت على أسلحة بينها مواد تستخدم لصنع العبوات الناسفة في سيارته”، وكان عودة “قد بدأ بالتخطيط لهجمات إضافية”، بعد مقتل أحد نشطاء حماس زاهي عوفي في غارة إسرائيلية.
ونعت حركة حماس في بيان مقتل عودة وشدد محمود مرداوي، أحد قيادي الحركة، بأن “سياسة الاغتيالات لن تجلب للاحتلال الأمن ولن تفلح في كسر إرادة شعبنا وتمسكه بخيار المقاومة”.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، في بيان أنها “تبلغت باستشهاد الشاب إسلام جميل عودة (29 عاما) برصاص الاحتلال في حارة السلام شرق طولكرم”.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة ووتيرة العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة في ازدياد، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بمداهمة المنازل وتدمير الشوارع الممهدة، حتى أصبحت البنية التحتية شبه منعدمة.
فبحسب وسام بكر مدير مستشفى جنين في الصفة الغربية المحتلة، أصبح الطريق غير سالك ولا يصلح لمرور سيارات الإسعاف “من الصعب جدا على المرضى ومن الخطير أيضا، الوصول إلى المستشفى أثناء الاشتباكات، وبالتالي لا يتمكن العديد من المرضى من الوصول”، لافتا إلى أنه في معظم الوقت تتمركز “آليات عسكرية أمام مدخل المستشفى”.
وأضاف بكر أن من بين المرضى من “يحتاجون إلى مراقبة منتظمة مثل مرضى غسل الكلى، والنساء الحوامل، ومن يحتاجون الى علاج كيميائي”، علما أن تأخر هؤلاء عن تلقي العلاج قد يهدد حياتهم.
وخلال عام، نفذ الجيش الاسرائيلي عدة عمليات توغل وصفها بـ”عمليات لمكافحة الإرهاب”، في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في جنين وطولكرم، حيث تقول إسرائيل أنها معقل لفصائل فلسطينية مسلحة.
وقال عاملون في مجال الرعاية الصحية وسكان إن سيارات إسعاف تعرضت لنيران الجيش الإسرائيلي ولتفتيش منهجي، وأكدوا أيضا أن المنطقة المحيطة بالمستشفى العام طوّقت.
وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة أيضا، سجل الهلال الأحمر الفلسطيني منذ عام “804 انتهاكات” لمهامه الطبية ووفاة 14 شخصا “لأنهم مُنعوا من تلقي خدمات طبية طارئة كانوا يحتاجون إليها”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن هذه روايات “كاذبة”، لافتا إلى أن سيارات الإسعاف تم استخدامها بشكل مسيئ”.