الجمعة, مارس 21, 2025
17.5 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

هل ستوافق روسيا على اتفاقية وقف إطلاق النار المقترحة؟

خاص – تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية على الفور واستئناف المساعدات الأمنية لأوكرانيا، وذلك عقب المحادثات التي جرت في 11 مارس الجاري بين كبار المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين في جدة بالمملكة العربية السعودية. في غضون ذلك، من المتوقع أن يجري مسؤولون أمريكيون محادثات مع مسؤولين روس خلال الشهر الحالي أيضاً. ويُقال إن المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

أعلنت أوكرانيا استعدادها لقبول الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار الفوري والمؤقت لمدة 30 يوماً في الحرب مع روسيا، في انتظار موافقة الكرملين. ففي الخامس من مارس، أمر ترامب بتعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وهي الخطوة التي يُنظر إليها على أنها محاولة للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب.

لم يُعلّق الكرملين فوراً على اقتراح وقف إطلاق النار المُقدّم من الولايات المتحدة وأوكرانيا. واكتفت وزارة الخارجية الروسية بالقول إنّ المفاوضات مع المسؤولين الأمريكيين قد تُجرى خلال شهر مارس. وترأس وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز الوفد الأمريكي في جدة وسط مساعي ترامب للتوسط في إنهاء سريع للحرب التي بدأت في أوائل عام 2022 بغزو روسيا الكامل لأوكرانيا.

ولم يشارك زيلينسكي في اجتماعات 11 مارس، حيث مثل أوكرانيا رئيس أركان زيلينسكي أندريه يرماك، ووزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، ووزير الدفاع رستم عمروف، والقائد العسكري بافلو باليسا. وأوضح أن أوكرانيا اتخذت خطوة ملموسة نحو إنهاء الحرب. وأضاف: “نأمل الآن أن ننقل هذا العرض إلى الروس. ونأمل أن يوافقوا عليه. أن يوافقوا على السلام. الكرة الآن في ملعبهم”.

صرح والتز بأنه سيتحدث مع نظيره الروسي “خلال مارس 2025″، بينما يحضر روبيو اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا. وسيزور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، البيت الأبيض في 13 مارس. وتندرج جميع هذه المناقشات في إطار الجهود المبذولة لدفع عملية السلام.

أكد والتز أن المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين بحثوا “تفاصيل جوهرية” حول كيفية “إنهاء الحرب بشكل دائم” وأنواع الضمانات اللازمة “لأمن وازدهار أوكرانيا على المدى الطويل”. وقبل الدخول في المحادثات، شدّد يرماك على أن أوكرانيا مستعدة “لفعل كل شيء لتحقيق السلام”. وعندما سُئل عما إذا كانت أوكرانيا تسعى للحصول على ضمانات أمنية، أجاب بـ”نعم”، مؤكداً أن أوكرانيا تريد ضمان عدم تكرار روسيا لعدوانها.

ردود فعل الدول أوروبية

دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر روسيا إلى الموافقة على وقف إطلاق النار و”إنهاء القتال” في أوكرانيا. وأضاف ستارمر تعليقاً على نتائج المفاوضات بين أوكرانيا والحكومة الأمريكية في المملكة العربية السعودية: “كما قال الوفدان الأمريكي والأوكراني، فإن الكرة الآن في ملعب روسيا”. وتابع ستارمر: “إنها لحظة مهمة للسلام في أوكرانيا”. كما أعلن عن عقد اجتماع آخر رفيع المستوى مع رؤساء الدول والحكومات في مارس 2025 للمساعدة في إنهاء الحرب “بطريقة عادلة ودائمة” تضمن الحرية لأوكرانيا.

وأدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات مماثلة. إذ رحب بالتقدم المحرز في المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن إمكانية إنهاء الحرب. وسلط الضوء بشكل خاص على فكرة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً. وأكد ماكرون أن “الكرة الآن بوضوح في ملعب روسيا”. وتظل فرنسا وشركاؤها ملتزمين بتحقيق سلام قوي ودائم، مدعوم بضمانات أمنية قوية لأوكرانيا.

ويقول رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: “يبدو أن الأمريكيين والأوكرانيين اتخذوا خطوة مهمة نحو السلام”. أوروبا مستعدة للمساعدة في تحقيق “سلام عادل ودائم”.

وأعرب كبار ممثلي الاتحاد الأوروبي عن ارتياحهم لنتائج المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس أنطونيو كوستا: “نرحب بالأخبار الواردة اليوم من جدة بشأن المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بما في ذلك اقتراح اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف تبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدة الأمنية من الولايات المتحدة”. ويعتبر هذا تطوراً إيجابياً من شأنه أن يشكل خطوة نحو تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا. وأضافوا أن “الكرة الآن في ملعب روسيا”.

صفقة معدنية؟

أعرب ترامب عن اهتمامه بربط استمرار المساعدات العسكرية بشرط الحصول على المواد الخام من أوكرانيا. وتشمل الأخيرة أكثر من أربعين معدناً، بما في ذلك عدة أنواع من المعادن النادرة والنيكل والليثيوم، ذات أهمية حيوية للاقتصاد الأمريكي والدفاع الوطني. كما تمتلك أوكرانيا رواسب كبيرة من اليورانيوم والتيتانيوم.

وفي أعقاب المحادثات التي جرت، أكد البيان المشترك أن الجانبين اتفقا على “إبرام اتفاقية شاملة في أقرب وقت ممكن لتطوير الموارد المعدنية الحيوية لأوكرانيا لتوسيع اقتصادها وضمان ازدهارها وأمنها على المدى الطويل”. وكان من المتوقع أن يوقع ترامب وزيلينسكي على اتفاق بشأن هذه المسألة في فبراير الماضي، لكن الاتفاق ألغي بعد اجتماعهما المتوتر في المكتب البيضاوي في 28 فبراير.

تُعدّ هذه الزيارة الثانية لروبيو إلى السعودية منذ توليه منصبه. وقد أجرى هو ومسؤولون أمريكيون كبار آخرون محادثات مع مسؤولين روس في الرياض في 18 فبراير الماضي. ومن المقرر أن يسافر إلى كندا في 12 مارس لعقد اجتماعات مع وزراء خارجية مجموعة السبع.

روسيا “لن تقدم أي تنازلات” في محادثات السلام مع ترامب بشأن أوكرانيا

أكد معهد دراسة الحرب أن روسيا ” لا تقدم أي تنازلات” في محادثات السلام الأوكرانية مع الرئيس دونالد ترامب على الرغم من العروض التي قدمتها كييف. ويشير رفض روسيا تقديم أي تنازلات لأوكرانيا في مفاوضات السلام – على الرغم من حقيقة أنها غزت أوكرانيا بشكل غير قانوني في فبراير 2022 – إلى أنها لا تعترف بأنها بدأت الحرب. فافتقار موسكو إلى التنازلات قد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب ومحادثات السلام، ما ينتج عنه ارتفاع عدد الضحايا والمزيد من الأضرار بالبنية التحتية على الجانبين.

وبما أن العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة شهدت تحسناً منذ بدء محادثات السلام، فإن واشنطن قد تدعم مهمة موسكو بعدم التنازل عن أي شيء، وهو ما قد يقوض سلامة أراضي أوكرانيا وأمنها.

وفي تقييمه للحملة الهجومية الروسية الذي نشر في 10 مارس الحالي، ذكر معهد دراسات الحرب: “تواصل روسيا الادعاء علناً بأنها تريد السلام بينما لا تقدم أي تنازلات من جانبها، في تناقض حاد مع التنازلات التي قدمتها أوكرانيا بالفعل”. وأشار مركز الأبحاث الذي يقع مقره في واشنطن إلى أنه رغم كون تحديد كييف التنازلات في محادثات السلام المقبلة مع المسؤولين الأمريكيين في المملكة العربية السعودية متوقعاً، فإن المسؤولين في موسكو يواصلون تكرار مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء الحرب، والتي لا تظهر أي علامات على التبدّل لصالح أوكرانيا.

استشهد معهد دراسات الحرب بمقابلة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نشرتها وزارة الخارجية الروسية في 10 مارس الجاري، حيث صرح لافروف: “لقد قال الرئيس بوتين مراراً وتكراراً نحن مستعدون دائماً للمفاوضات. ولكن في الوقت نفسه، يجب ضمان مصالحنا الوطنية. ويجب القضاء على الأسباب الجذرية للصراع في أوكرانيا”، وهو ما يعكس مطالب بوتين المتكررة.

وأوضح لافروف أن القضاء على “الأسباب الجذرية” للحرب كان في إشارة إلى “الحاجة للقضاء على التهديدات لأمن روسيا من الاتجاهين الأوكراني والغربي بشكل عام، والتي نشأت نتيجة لتوسع حلف شمال الأطلسي شرقاً”، والادعاء بأن أوكرانيا “تقضي على كل ما هو مرتبط بطريقة أو بأخرى بروسيا”.

بعد اجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض، اقترح زيلينسكي في الرابع من مارس: “يمكن أن تكون المراحل الأولى لإنهاء الحرب إطلاق سراح السجناء والهدنة – حظر الصواريخ والطائرات بدون طيار بعيدة المدى والقنابل على الطاقة والبنية التحتية المدنية الأخرى – والهدنة في البحر على الفور، إذا فعلت روسيا الشيء نفسه”.

وأشار معهد دراسات الحرب أيضاً إلى أن زيلينسكي أشار سابقاً في مناسبات عديدة إلى أنه “على استعداد لتقديم تنازلات بشأن الأراضي، وعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، وفترة ولايته في منصبه من أجل ضمان سلام عادل ومستدام”. لكن في السادس من الشهر الحالي، أكد بوتين أنه لن يتنازل عن أي شيء لأوكرانيا في مفاوضات السلام.

واستبعد لافروف أيضاً تقديم أي تنازلات إقليمية لأوكرانيا، قائلاً: “التنازلات الإقليمية لما يسمى الآن أوكرانيا قدمتها القيادة السوفييتية أثناء تشكيل الاتحاد السوفييتي”. وتضمنت مطالب بوتين لإنهاء الحرب تخلي أوكرانيا عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وعدم تقديم موسكو تنازلات إقليمية كبيرة. وتسيطر روسيا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، وقد دفعت كييف إلى التنازل عن السيطرة على كامل مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريزهيا.

وتصر أوكرانيا على أنها، كدولة ديمقراطية ذات سيادة، لا ينبغي لها أن تتنازل عن الأراضي التي استولت عليها روسيا خلال غزوها غير القانوني. وبحسب ما أوردت وزارة الخارجية الأمريكية عن تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، قال: “الأمر الأكثر أهمية الذي يتعين علينا أن نغادر به هذا المكان هو الشعور القوي بأن أوكرانيا مستعدة للقيام بأشياء صعبة، كما أن الروس سيضطرون إلى القيام بأشياء صعبة لإنهاء هذا الصراع أو على الأقل إيقافه بطريقة أو بأخرى”.

https://hura7.com/?p=46651

 

الأكثر قراءة