مو حيدر
جريدة الحرة ـ بيروت
بزاوية من الذاكرة اللبنانية، بتبدأ القصة بـ”سهرية”. حفلة بسيطة، مسرح صغير، بس كانت بداية لوعي جديد.
“سهرنا يا أبو الأحباب” ما كانت بس نكتة، كانت أول لمحة من الحقيقة، ملفوفة بأسلوب ساخر.
كأن زياد قال من أول الطريق: استعدوا، هاي موسيقى “الهدوء قبل العاصفة”.
خندق المظلوم… وين نزل السرور
لما قال “نزلنا عل السرور بخندق المظلوم”، ما كانت جملة عادية.
كانت تعبير واضح عن واقع لبناني غريب: منفتّش على الفرح وسط الحزن، ومننزل بإيدينا على خندق اسمه “المظلوم”، لنجمع كم ضحكة بين خيباتنا.
بالنسبة لبكرا شو؟ سؤال موجوع بيتكرر من خمسين سنة.
سؤال ما إلو جواب. مش بس عن الكهرباء أو الطائفية،
بل عن معنى الوطن، عن إذا بعد في شي بيسوى،
وعن نظام بيرجع يعيد نفس الفشل، جيل ورا جيل.
المحروم… بعده محروم
بـ”بالنسبة لبكرا شو؟”، زياد لخّص الحالة كلها.
كلمة “بكرا” صارت كذبة منرددها.
منستخدمها لنهرب من الواقع، والناس المظلومة بعدها عايشة بنفس المكان، ناطرة تغيير ما بيجي، وعدل ما بيوصل.
من “فيلم أميركي طويل”، بتطلع الجملة اللي كلنا فهمناها:
٨٠ و٨٠ ما بيطلعوا ١٦٠٪، بيطلعوا وجهين: وجه طائفي، ووجه وطني.
ضحايا كتار، وجنازات أكتر، وما حدا بيربح.
لا بالحسابات، ولا بالحياة.
لبنان؟ ببساطة… شي فاشل
منرجع نسأل: شو هو النظام اللبناني؟ كيف منوصفه بكلمتين؟
الجواب: شي فاشل.
جملة صغيرة، بس بتحكي كل شي:
فساد، طائفية، كذب، وعدالة مكسورة.
المستقبل؟ عناد وكرامة بتأذينا
زياد ما كان بس فنان بيحكي عن الوجع،
كان بيشخّص واقعنا.
شاف إنو نحنا شعب متمسّك بمفهوم كرامة خاطئ حتى لو بتضره،
وعنيد لدرجة بيخرب حاله بإيده.
منعيد نفس الغلط، ومنقول “هيك نحنا”.
غياب زياد: أول مرة نحس إنو مش سوا
بلحظة صمت، منقولها من القلب: “لأول مرة ما منكون سوا يا زياد… يا أحلى لحن فيروز”.
تعلّمنا منك قبل ما نسمع لحنك
وسمعنا لحنك قبل ما نسمع كلمتك
وسمعنا كلمتك قبل ما نعرف قيمتك
وعرفنا قيمتك بس ودعناك…


