الحرة بيروت ـ وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، الدوافع والتحديات المستقبلية.
إن إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان اعتباراً من يوم 27 نوفمبر 2024 يمثل محطة مهمة في صراع معقد ومستمر منذ عقود. فهو فرصة لخفض التصعيد لكنه ليس حلًا نهائيًا للصراع حيث سيظل مستقبل الاتفاق مرهونًا بالتطورات الإقليمية وقدرة الأطراف على الالتزام بشروطه، في وقت يواجه فيه لبنان تحديًا مزدوجًا: التعامل مع الأزمة الإنسانية والاقتصادية وإيجاد توازن سياسي يمنع عودة التصعيد.
شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا كبيرًا بين إسرائيل وحزب الله، تمثّل في قصف متبادل أدّى إلى تدمير واسع للبنية التحتية في لبنان، خاصة في بيروت، وتسبب في سقوط العديد من الضحايا.
- أهداف إسرائيل: تدمير قدرات حزب الله العسكرية، خاصة الصواريخ الدقيقة وشبكات الأنفاق؛ تقليص نفوذ حزب الله جنوب نهر الليطاني لضمان أمن حدودها الشمالية؛ التركيز على تهديدات استراتيجية أكبر مثل إيران وبرنامجها النووي.
- أهداف حزب الله: الحفاظ على دوره كقوة مقاومة رئيسية ضد إسرائيل في لبنان واستعراض القوة إضافة إلى الرد على الغارات الإسرائيلية لتثبيت مكانته الإقليمية.
دوافع وقف إطلاق النار
- من الجانب الإسرائيلي: إن إعلان إسرائيل تحقيق أهدافها العسكرية، بما في ذلك مقتل قيادات حزب الله (إن تأكد)، يمنح نتنياهو مبررًا لوقف العمليات؛ هذا إضافة إلى رغبة إسرائيل في إعادة ترتيب أولوياتها تجاه إيران وغزة مع تقليل المخاطر على الجبهة اللبنانية؛ كذلك الحاجة إلى فترة هدنة لتعافي القوات العسكرية والاقتصاد بعد أسابيع من التصعيد.
- من الجانب اللبناني: الضغط الشعبي والاقتصادي الهائل على لبنان، خاصة مع تدمير البنية التحتية وتراجع الاقتصاد الهش أساسًا، كما الحاجة إلى تقليل الخسائر البشرية وإعادة إعمار المناطق المتضررة ناهيك عن توجيه نداءات للمجتمع الدولي للتدخل وفرض الاستقرار.
البنود الرئيسية لوقف إطلاق النار
يبدأ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024 ويستمر 60 يومًا، مع إمكانية التمديد إذا تم الالتزام به:
- انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني بمسافة 30 كيلومترًا عن الحدود مع إسرائيل.
- انسحاب القوات البرية الإسرائيلية من لبنان خلال نفس الفترة.
- الرقابة الدولية حيث من المحتمل أن تلعب قوات “اليونيفيل” دورًا في مراقبة الالتزام بالاتفاق.
التداعيات الإقليمية
- تسببت الحرب الأخيرة بتدمير واسع للبنية التحتية وزيادة الضغوط الاقتصادية على لبنان، مما يجعل إعادة الإعمار ضرورة ملحة. هذا وعلى حزب الله تعزيز دوره كقوة فاعلة لكنه يواجه تحديات في الحفاظ على قاعدته الشعبية بسبب الخسائر التي تسبب لها بها.
- أما وقف إطلاق النار فيتيح لإسرائيل التركيز على التهديدات الأكثر أهمية مثل إيران وحماس. مع الإشارة إلى احتمال اندلاع صراع جديد إذا أخلّ حزب الله بشروط الاتفاق أو أعاد بناء ترسانته الصاروخية.
- إن استمرار التصعيد الإقليمي بين إيران وإسرائيل، مع احتمال استغلال إيران وقف إطلاق النار لتعزيز حلفائها يضاعف دور القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وفرنسا في تهدئة الوضع ودعم استقرار لبنان.
التحديات المستقبلية
- انعدام الثقة بين الطرفين حيث ينظر كل طرف للآخر كمصدر تهديد دائم، ما يجعل الاتفاق هشًا وقابلًا للانهيار.
- إعادة بناء قدرات حزب الله الذي سيسعى لإعادة تسليح نفسه وتعزيز قدراته، ما قد يؤدي إلى صراع جديد.
- الدور الدولي حيث على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً أكبر من أجل ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار ودعم الاستقرار في لبنان.