الحرة بيروت ـ بقلم: وليد المحبّ، مؤسس جمعية صون حق التعبير
بالي مرتاح، أتوجّه خمسة أيام في الأسبوع إلى عملي المُمتِع بنشاط، حياتي رغيدة، حقوقي محفوظة، أشعر بأمانٍ ولا وجود لِلقلق في قاموس حياتي… لَسعَتني ناموسة فاستيقظت.
أنا في لبنان!! بالي مشغول، معيشتي صعبة، حياتي مُعاناة، حقوقي مهدورة، وشعوري بِالقلق يضغط على أعصابي باستِمرار، وينقل صحّتي مِن سَيّءٍ إلى أسوأ.
لبنانيٌّ أنا، ودون ذنبٍ مِنّي، أجدُ نفسي في بيئةٍ مسمومة على كلّ الصعد، والكآبة تحيطُ بي مِن كلّ حَدبٍ وصَوب، وأيًّا كان الحدث في مجتمعي، يُشعِرُني بأنّني تحتَ المِجهَر، فالويل لي مِن هؤلاء إن أرضيت أولئك، والويل لي مِن أولئك إن أرضيتُ هؤلاء! ولكن عزائي الوحيد أنّني لا أطلب إلا مرضاة الله، وراحة ضميري.
أخي اللبناني، لقد تلاشت الهالة التي رافقت ولادة عهد الرئيسين جوزيف ونواف، ولربما شعرنا في البِداية بأنها هالة واعدة نظرًا لشدة تعطّشِنا إلى الخلاص، لكن بِسَبَبِ استمرار الرئيسين في التعاطي بالشأن العام على نحوٍ تقليدي، ورغم أنهما نظيفا الكفّ، إلا أن خلاص لبنان يتطلب وعيًا سياسيًّا ثبت غيابه كليًّا، على مستوى المَسؤولين، كما على مستوانا نحن التغييريين.
أخي اللبناني وبشكل خاص التغييري، هل تعلم أن عِلمَ السياسة كفيل بنقلنا مِن حالة الفقرة الثانية في هذا المقال، إلى حالة الفقرة الأولى فيه؟
التغيير السياسي لا يتمّ إلا بتغيير الدُستور، وما لم نغيّر الدُستور ونثبت للعالم ولأنفسنا أننا بلغنا مرحلة الرشدِ السياسي، لن يتغيَّر شيء في لبنان، إلا مصدر “الهيمنة الخارجية” التي تحكُمُه.