السبت, فبراير 15, 2025
-1 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

وليد المحبّ ـ من “روح الشرائع” إلى دستور بلا أثر: مأزق الدولة اللبنانية

Walid moheb

الحرة بيروت ـ بقلم: وليد المحبّ، مؤسس جمعية صون حق التعبير

أيّها اللبنانيّون،

اتركوا القرآنَ إلى حين، واتركوا الإنجيلَ إلى حين، فبالأصلِ مُعظَمُكُم  يَستَمسِك بعصبيَّتِه لا بِكتابِه.

صديقٌ يقول: “ما خصّ الدُستور، حُكّام لبنان ما طبّقوه”!

وآخرٌ يقول: “ما خصّ الدُستور، شَعب لبنان طائِفيّ”!

أيّها اللبنانِيّون، إقرَأوا كِتابَ “روح الشرائع” لِـ”مونتِسكيو” لِكَي تعلَموا أنّ لِلدساتيرِ أرواحٌ تَسري في المُجتمعات، وتَتَحَكَّمُ بِصَمتٍ في سُلوكِيّاتِ الحُكّامِ والمَحكومين.

إقرأوا ذاكَ الكِتابَ لِتعلموا أنّ حُكّامَنا تجرّأوا على عدم تطبيق الدُستور لأنَّهُم استَشعَروا قُدرَتَهُم على عَدَمِ تطبيقِه، بِسبَبِ خلوِّهِ مِن آليّاتٍ يُشيرُ إليها عِلمُ الدَستَرَةِ الحَديث. فدُستورُ لبنانَ خالٍ مِن المُؤَسَّساتٍ المُستَقِلّةٍ بالفِعلِ لا بالقَول، والتي تتمتَّعُ بِصَلاحِيّاتِ اتِّهامِ الحُكّامِ واستِدعائِهِم وإقالَتِهِم. علينا الابتِعاد عن المُجامَلاتِ وإلا لَن نَنهَضَ بِوَطَنِنا.

أيّها اللبنانِيّون، بعدَ أن تقرأوا “روحُ الشرائع” لِـ “مونتِسكيو” ستعلمون أنّ دُستورَ “العَيشِ المُشتَرَكِ” يَسوقُ الإنسانَ اللبنانيَّ نَحوَ حَتفِهِ كَالقطيع، ذلِكَ أنّه يُخاطِبُ الإنسانَ على أنّه ابن طائِفَة (حيوانٌ في قَطيع)، لا على أنّه ابن وطن (مُواطِنٌ في دَولَة).

لقد ثبَتَ أنَّ عَهدَ “عون/سلام” هو سَرابٌ حَسبَهُ بَعضُ الظمآنينَ ماءً، فَعَون يعلي شأن المداورة الطائفية على الكفاءة والجدارة، والثاني مُتَجَمِّدٌ في صندوق الطائِف، يُريدُ تطبيقَ ما لَم يُطَبَّق مِنه، وإعادَةُ تطبيقٍ بِشَكلٍ صَحيحٍ لِما تَمَّ تَطبيقَهُ من اتفاقِ الطائِفِ بِشَكلٍ خاطئ، تمامًا مِثلَ حِكايَةِ السنوات العشر التي لا بُدَّ أن يَموتَ خِلالَها إمّا المَلِك، وإمّا الحِمار، وإمّا صاحِبُ الرِهان.

https://hura7.com/?p=43520

الأكثر قراءة