الأحد, فبراير 9, 2025
0.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

وليد المحب ـ دَعمًا لِعهدِ لبنان الجديد

الحرة بيروت ـ بقلم: وليد المحب، مُؤسّس جَمعِيّة صَون حقّ التعبير

ليسَ خافيًا على أحدٍ مِنَ اللبنانيّين أن السلطة الجديدة تشكّلت بفعل التدخلات الخارجية، في جَوٍّ مِنَ الانقِسام الداخلي ووضعٍ اجتِماعِيٍّ يتخبَّطُ بِمُعاناتِه.

هذا هو واقعُنا على حقيقته، ولكي نرتقي بهذا الواقع يَجدُرُ بنا أن نَستَنبِطَ حُلولاً قابلةً للتطبيق مِن مبادئ ومفاهيم عِلمِ السياسة، التي تُشَكِّلُ كنوزًا ثمينة تنتظِر مواطنين ومسؤولين لبنانيين واعين سياسيًّا حتى يُحسِنوا تقييمَها ثمّ توظيفَها.

إن وصول رجل عسكري إلى رأس هرم السلطة يشير إلى خلَلٍ بِانتظام السياسة في لبنان، وهذا أمرٌ لا يعيبُ الرئيسَ الجديد، خاصّة وأنَّ هناك ثلاثة رؤساء للبنان جاؤوا قبله مِن صفوف العسكر، وهُم إميل لحود وميشال سليمان وميشال عون. بل سيقعُ العيب على النخبة اللبنانية المثقفة التي تدّعي الوعيَ السياسي، في حين أنَّ غالبيتها – لغاية الآن – غارقة في الأمّية السياسية لِدرجة أنها تجهل حقيقة عَقَمِ رَحِمِ السياسة في لبنان، الذي يعجز عن إنجاب رئيس مِن صُفوفِ المُجتمع المدني.

إن الدستور هو الرَحِم السياسي، وبسببِ عَقمِهِ في إنتاج عهد لبناني جديد، نجد أنفسنا مضطرّينَ على قبول الحَمل ومباركة الوِلادة. وبتقدير عاقِلٍ للمَوقِف الراهِن، واجبنا تجاه مولود طفل الأنبوب هذا، أن نتعامَلَ معه ببهجةٍ ورجاءٍ مِنَ الله، آملين وساعين لِمداواة رَحِمِ السياسة اللبنانية، وذلِكَ مِن خلالِ صياغة دستورٍ جديدٍ على أسُسٍ عِلمِيّة، ينهضُ بلبنانَ خلال فترة قصيرة، كما حصل في كثيرٍ مِن دُوَلِ العالم التي عانَت طويلاً مِنَ التعثّر والتخلّف ثمَّ صارت مضرب مثل في نهوضِ الأوطان.

لا ينبغي أن يُتَرجَمَ عُرفانُنا بالجميل تجاه الدول التي ساهمت في إنجاب العهد الجديد خضوعًا تامًّا لرغباتِها، فهي بالنتيجة دُوَلٌ لدَيها مصالِحها التي تحدِّدُها مؤسّساتُها الوطنية، الدستورية وغير الدستورية، المُعلَنَة والمُستَتِرَة، التي تعملُ لحظة بلحظة على تشخيص مصالِحِ أنظِمَتِها وبِناء الفِعلِ السياسي فَوقَ نارٍ حامية، وعلى ضَوءِ مُخرَجات تلكَ المؤسَّسات.

قد يقولون: “ساعدناكم على النهوض، فهيّا لاستكمال تطبيق اتفاق الطائف”. علينا أن نكون مُستَعِدّين للإجابة: “نشكركم على هذه المُساعدة، إلا أنَّنا بفضلِ الله ومساعدتكم، قد بلغنا رُشدَنا السياسي ونستطيع تشخيص مصالحنا، وسنصيغُ دستورًا جديدًا للبنان، يجعل منه وطن الحقوق، وسيكون أوَّل دستورٍ في الشرق الأوسط يخلقُ بيئةً تتوافق مع الفئة الرابعة مِن حقوق الإنسان.. (تَنَدُّرًا) ساعدتمونا وسنتفوّق عليكم بمحبة واحترام في دُروبِ المَجدِ والسُؤدَد”.

لقد فرح كثيرٌ مِنَ اللبنانيين بالتغيّرات السياسية الحاصلة في لبنان، وهذا حقٌّ مشروعٌ لهم، خاصّة وأنهم يتشوّقون لفرحَةٍ ما، لكن علينا أن نفرح عندما نستكمل التغيير السياسي في لبنان ونُرسيهِ على برِّ الأمان. فمَن شاءَ أن يفرَحَ بسبَبِ تغييرٍ حصل نتيجة تبدّلاتٍ جيوسياسيّة فليفرح، ومِن جِهَتِنا سننتظِر حتى يُتَوَّج التغيير الحاصل في لبنان بدستورٍ خصب ومعافى، ينجب رؤساءه وعهوده.

ختامًا، إننا نستشعِرُ واجبنا، وسندعم العهد الجديد لِفّكِّ ارتباط ديمومته بالدعم الخارجي، ولَن نَنكَسِر.

https://hura7.com/?p=41971

الأكثر قراءة