الأربعاء, أبريل 23, 2025
18 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

وَليد المُحِبّ ـ نِظامٌ كَونِيٌّ مُستَتِرٌ سَوفَ يَهزِمُ الباطِلَ

Walid moheb

الحرة بيروت ـ بقلم: وَليد المُحِبّ، مُؤَسِّسُ جَمعِيّةِ صَونِ حَقِّ التَعبير

أهوالٌ تَعِيشُها البَشَرِيَّةُ ومآسٍ تَنفَطِرُ لَها القُلوب؛ حُروبٌ واقتِتالٌ في فِلِسطِينَ واليَمَنَ وأوكرانيا وسُوريا… ويَتَّجِهُ العالَمُ بِأَسرِهِ إلى مُستَقبَلٍ يَلُفُّهُ الغُمُوض، والمُؤَكَّدُ الوَحيدُ فيه، سَوداوِيَّةُ المُستَقبَل بِنَظَرِ غالِبِيَّةِ البَشَر.

بُشراكُم، فَالحَقِيقَةُ أَجمَلُ مِن ذلِكَ بِكَثِير، وهِيَ في الوَاقِعِ لَيسَت بِهَذِهِ السَوداوِيَّة، وهذا لَيسَ تَعبيرًا عَمّا نَتَمَنّاهُ فَقَط، بَل هُوَ استِنتاجٌ أَعقَبَ قِراءَاتٍ كَثيرَة، وتَفكِيرًا تَأَمُّلِيًّا اعتَمَدَ نَظرَةً بانورامِيَّةً شامِلَة، لا تَشمَلُ فَقَط ساحاتِ الصِراعِ ومَراكِزَ القَرارِ على كَوكَبِ الأرض، بَل شَمَلَتِ الكَونَ والمَجَرّاتِ أَيضًا. وفِيما يَلي تَبيانُ مَرارَةَ الواقِعِ الذي نَعيشُهُ على الأرضِ والبُشرى السَارَّةِ الآتِيَةِ مِنَ العالَمِ المُوازي.

مَرارَةُ الواقِع

الذَكاءُ الاصطِناعِيُّ سِمَةُ هذا العَصر، ويَتَسارَعُ تَطَوُّرُهُ على نَحوٍ يَنسِفُ أَيَّةَ إمكانِيَّةٍ، لَيسَ فَقَط لِتَوَقُّعِ حُدُودِهِ في مَدَى تَطَوُّرِهِ اللامُتَناهي، إِنَّما يَتَسارَعُ تَطَوُّرُهُ على نَحوٍ يَنسِفُ أَيَّ إِمكانِيَّةٍ لِقِياسِ سُرعَتِهِ فِي أَيَّةِ لَحظَةٍ حالِيَّةٍ أو قادِمَة.

يَحرِصُ الرئيسُ دونالد ترامب على أن تَحصَلَ الوِلاياتُ المُتَّحِدَةُ على المَعادِنَ المُمَيَّزَةِ في أوكرانيا، وَهِيَ مَعادِن ذاتَ صِلَةٍ بِالصِناعاتِ التِكنولوجِيَّة. وتَزدَادُ قِيمَتُها مَع تَطَوُّرِ الذَكاءِ الاصطِناعِيِّ الذي يُوليهِ ترامب رِعايَةً كُبرى جَعَلَتهُ يَتَّخِذُ مِن رُوَّادِ وادي سيليكون، مِثلَ إيلون ماسك وغَيرِه، مُعاوِنينَ مُقَرَّبين.

البشرى السارة

في الثمانِينات، شَكَّلَ الحاسُوبُ (كمبيوتر) ذُروَةَ الإنتاجِ التِكنولوجِي.

في التِسعينات، شَكَّلَتِ الشَبَكَةُ العَنكَبوتِيَّةُ (إنترنت) ذُروَةً جَدِيدَةً لِذلِك الإنتاج.

مَطلِعَ الألفِيَّةِ الجارِيَة، حَصَلَت عَمَلِيَّةُ مُوَاءَمَةٍ بَينَ الكومبيوتر والإنتِرنِت فَظَهَرَتِ الحَوسَبَةُ السَحابِيَّةُ الرَقمِيَّة (كلاود) التي شَكَّلَت ثَورَةً عالَمِيَّة، تَمَّ في سِياقِها تَوظِيفُ الإنجازاتِ التِكنولوجِيَّةِ السابِقَة، وتَرَكَت آثارًا عَظيمَةً في كُلِّ مَجالاتِ الحَياة.

بِالأَمس، بَلَغَ الذَكاءُ الاصطِناعِيُّ مَرحَلَةً مِنَ التَطَوُّرِ لَم يَبلُغْها طِيلَةَ عَشَراتِ السِنينَ الماضِيَة التي كانَ مَوجُودًا خِلالَها، حتّى صارَ حَديثَ البَشَرِيَّةِ جَمعاء. وإذا كانَ التَطَوُّرُ مِن كومبيوتر إلى إنترنت إلى كلاود خادِمًا لِلبَشَرِيَّةِ ولِرَفاهِ الإنسان، فإنَّ البَشَرِيَّةَ اليَومَ تَقِفُ على أعتابِ مَرحَلَةٍ جَديدَةٍ بَعِيدَةٍ كُلَّ البُعدِ عَن الإنسانِيَّة، ويَنطَبِقُ عَلَيها قَولُ المُفَكِّرِ الفَرَنسِيِّ فيليب جيلمان: “العِلمُ بِلا ضَميرٍ هُوَ خَرابُ الروح”.

ما هِيَ هذِهِ العَتَبَة؟ إنَّها فيزياءُ الكَمِّ التي تَجرِي مُحاوَلاتٌ لِتَطوِيعِها وتَوأَمَتِها مَعَ الذَكاءِ الاصطِناعِيّ. وإذا كانَت النَوايا الشِرِّيرَةُ تَقِفُ ورَاءَ تَوظيفِ التَطَوُّراتِ العِلمِيَّةِ السابِقَةِ في صِناعَةِ السِلاحِ وأدَواتِ قَتلِ البَشَرِ وهَدمِ الحَجَر، فَقَد نَجَحَتِ الأبحاثُ في مَجالِ فِيزياءِ الكَمِّ بِتَأكيدِ قُوَّةٍ مُستَتِرَة، لا يُمكِنُ التَحَكُّمَ بِها بِواسِطَةِ مُعادَلاتٍ حِسابِيَّةٍ وفيزيائِيَّةٍ عادِيَّة، بَل تَتَأَثَّرُ بِعَقلِ الإنسانِ وَوَعيِهِ وَضَمِيرِه، وتَهتَزُّ لاهتِزازِهِم.

ماذا نَستَخلِصُ مِن هذا؟ نَستَخلِصُ أنَّ الناسَ الطَيِّبينَ إن عَجِزوا عَمَلِيًّا عَن كَبحِ جِماحِ الشَرِّ في هذا العالَم، فإِنَّ لِلطَبِيعَةِ قُدُراتِها وأسالِيبَها التي تُعيدُ انتِظامَ الأمور، وتَضمَنُ إِحقاقَ الحَقّ على المَدى الطَويل.

مِن بَينِ أدبِيّاتِ فيزياءِ الكَمِّ مَسأَلَةُ الاهتِزازِ والارتِجافِ التي يَتَفاعَلُ مَعَها عالَمُ الجُسَيمات، تِلكَ التي تَتَشَكَّلُ وتَتَصَرَّفُ بِسلوكِيّاتٍ لا يُمكِنُ تَوَقُّعها سَلَفًا، وتَتَدَخَّلُ في صِناعَةِ الواقِعِ لِيَكونَ على أكمَلِ وَجه، سِيَّما مَعَ تَوافُرِ الرَغبَةِ الجَماعِيَّةِ والنَوايا الخَيِّرَةِ الصادِقَة، وهُنا يَحضُرُنا مَوضُوعُ الدُعاء، واللَهجُ والابتِهالُ إلى الخالِق.

خِتامًا، هذا تَذكِيرٌ بِأَهَمِّيَةِ الدُعاءِ لَدى جَميعِ المُؤمِنين، فاطلُبوا تُعطَوا، وادعوا اللهَ وأنتُم مُوقِنونَ بِالإجابَة. ولَنا رَجاءٌ واحِدٌ تَتَمَنّاهُ قُلوبُنا جَمِيعًا، أن يُرفَعَ الظُلمُ عَن كُلِّ مَظلوم.

https://hura7.com/?p=48606

الأكثر قراءة