ـ غزة تلقي بظلالها على زيارة أردوغان لألمانيا
رويترز أنكليزي ـ بقلم توماس اسكريت برلين
ألمانيا وتركيا لديهما نظر متعارضة بشأن الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومواقف متضاربة تجاه موسكو منذ غزو أوكرانيا لكن عندما يجتمع زعماء ألمانيا وتركيا في برلين اليوم الجمعة ستكون لديهم حوافز اقتصادية وانتخابية قوية لإجراء محادثات. وتأتي زيارة طيب أردوغان الأولى لألمانيا منذ عام 2020 قبل الانتخابات البلدية التي يأمل أن يفوز فيها بمدينتي أنقرة وإسطنبول.
إن احتمال الوصول بشكل أفضل إلى أسواق الاتحاد الأوروبي وتحرير التأشيرات سيكون بمثابة هدية كبيرة للناخبين الذين يعانون من ارتفاع معدلات التضخم والأزمة الاقتصادية. وسيحتاج أردوغان أيضًا إلى مباركة المستشار أولاف شولز لشراء 40 طائرة حربية من طراز يوروفايتر تايفون عبر شركة إيرباص، شريك في الكونسورتيوم .
بالنسبة لشولز، الذي يرأس ائتلافًا ثلاثيًا منقسمًا يتجادل حول الاقتصاد الألماني وتأثير ارتفاع الهجرة على الخدمات العامة، فإن دور أنقرة في وقف الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي يجعلها شريكًا لا غنى عنه. وفي إشارة إلى أهمية الزيارة، بذل شولتز قصارى جهده لعدم الرد بشكل مباشر على إدانة أردوغان للحرب الإسرائيلية ضد حماس، والتي قُتل فيها عدة آلاف من الفلسطينيين.
ورفض شولز دعوات متعددة لانتقاد أردوغان، مشيرًا فقط بعبارات عامة إلى أن “التهم الموجهة ضد إسرائيل سخيفة”. وكان الرد معتدلاً بالتأكيد نظراً للإدانة الشديدة التي عادة ما تجتذبها الانتقادات الصامتة لإسرائيل في ألمانيا، التي تعد تقليدياً واحدة من أقرب حلفاء إسرائيل.
لكن أردوغان شدد يوم قبل زيارته على وصف إسرائيل بأنها “دولة إرهابية” تحظى “بدعم غير محدود” من الغرب، مما يشير إلى أنه قد يكون من المستحيل احتواء كل تداعيات غزة خلال رحلته. وأعربت ألمانيا عن تضامنها القوي مع إسرائيل، بينما حثت على التركيز على الحد من تأثير الحرب على المدنيين في غزة.
وقال أيدين يسار، المتخصص في الشؤون التركية في مركز الأبحاث الألماني SWP، إن التخطيط الأولي للزيارة بدأ في الصيف، “لكن اندلاع الصراع في غزة لم يكن متوقعا”. وتأتي الزيارة أيضًا بعد يوم من تأجيل لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي التصويت على طلب عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما أدى إلى تأجيل توسيع التحالف الغربي بعد انتظار دام 18 شهرًا طالبت فيه أنقرة ستوكهولم بتنازلات تتعلق بالإرهاب.
