الخميس, سبتمبر 19, 2024
16.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنفيذ “اغتيالات جماعية” في غزة

مع نظام “حبسورا” قد تصيب وقد تخيب.. إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنفيذ “اغتيالات جماعية” في غزة

يورونييوز ـ تستعد إسرائيل، التي استخدمت لسنوات عدة التكنولوجيا الذكية لتعزيز قدراتها، لتسويق نظام “حبسورا” أي الإنجيل باللغة العبرية وعرضه للبيع عالمياً.

طوّرت تل أبيب نظام ذكاء اصطناعي يدعى “حبسورا” أو “الإنجيل” باللغة العبرية، ويستخدمه الجيش الإسرائيلي لتحديد أهدافه في قطاع غزة بشكل أسرع وأكثر دقة.

النظام المذكور يختلف بشكل جذري عن النظم الاصطناعية المعتادة في مجال الذكاء الاصطناعي التي نتفاعل معها يومياً ونعرفها، والتي تهدف بشكل أساسي إلى مساعدة البشر وتوفير الموارد والمعلومات بأسرع وقت ممكن.

إذ يهدف “حبسورا” إلى تعزيز أهداف إسرائيل في المواجهة مع الفلسطينيين، ويساهم في توفير المزيد من المعلومات حول مواقع أي فرد قد يشكل تهديدًا حقيقيا بالنسبة للدولة العبرية.

وكانت “مجلة 972+” السياسية، وهي وسيلة إعلام إسرائيلية يديرها صحفيون فلسطينيون وإسرائيليون، قد نشرت تقريرا مفصلا عن نظام “حبسورا”، استندت فيه إلى شهادات مجموعة من العسكريين الإسرائيليين السابقين والذين لا يزالون في الخدمة.

وقالت المجلة إنه في إحدى الضربات التي نفذها الجيش الإسرائيلي مستعينا بنظام “حبسورا”، وافقت المخابرات على قتل مئات الفلسطينيين لاغتيال عضو واحد تابع لحركة “حماس”.

ونقلت المجلة عن مسؤول استخباراتي قوله، إن الأنظمة المبنية على الذكاء الاصطناعي مثل “حبسورا” تتيح للجيش الإسرائيلي تحديد واستهداف منازل النشطاء الصغار نسبياً في حركة “حماس”، الذين قد يختبئون خلال العمليات العسكرية.

ووصف ضابط سابق، نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي بـ “مصنع الاغتيالات الجماعية” أي أنه “مصنع يقوم بتنفيذ اغتيالات جماعية” حيث يتم التركيز حسب تعبيره، على الكمية عوضا عن الجودة.

وسلطت “مجلة 972+” الضوء، على شهادات فلسطينيين منذ هجوم “حماس” المباغت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتي تؤكد أن الجيش الإسرائيلي استهدف عشرات المباني والمساكن الخاصة التي لم يكن يقيم فيها أي أعضاء معروفين أو واضحين على صلة بـ “حماس”، أو جماعة مسلحة أخرى.

وأكدت أن هذه الضربات قد تؤدي إلى قتل متعمد لعائلات بأكملها، متسائلة “هل يمكن الوثوق بنظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لاختيار الأهداف التي يجب ضربها”.

وأشار أحد الخبراء إلى أن الخوارزميات لا توضح كيفية وصول النظام إلى استنتاجاته، وهذا يجعل من الصعب التحقق من صحة نتيجة الضربة.وتستعد إسرائيل، التي استخدمت لسنوات عدة التكنولوجيا الذكية لتعزيز قدراتها، لعرض نظام “حبسورا” للبيع عالمياً.

ويقوم نظام “حبسورا” بتحليل كميات ضخمة من البيانات التي عجز عن تحليلها عشرات الآلاف من عملاء المخابرات، بهدف تقديم اقتراحات تسهم في تحديد أهداف الجيش الإسرائيلي في الضربات القادمة.

ويشير أحد الضباط إلى أن “استخدام هذا النظام لا يعني أن الجيش لن يراقب الأهداف قبل تنفيذ الضربات، ولكنه يقلل من الجهد المبذول”، ويؤكد أنه “من المؤسف جدًا أن يكون الهدف المقصود هو مجرد أماكن يسكنها مدنيون”.

بعد تحليل مجموعة كبيرة من البيانات، يقدم النظام توصياته إلى الجيش الإسرائيلي. ثم يتم بعدها إعداد قائمة بعشرات الأهداف المحتملة التي يمكن أن تكون ضرباتها مفيدة لإسرائيل، وقد تكون أخرى غير مجدية، أو لا تحقق فائدة فعلية. وتتسبب بتدمير منازل العديد من المدنيين، ومقتل العشرات، بسبب افتراض نظام “حبسورا” أن الهدف المستهدف قد يكون تابعًا لأحد قادة “حماس” أو “الجهاد الإسلامي”.

أحد الأفراد العاملين في الوحدة المسؤولة عن الاستهداف في الجيش الإسرائيلي، وهي وحدة تستخدم التكنولوجيا الذكية في عملها وقد تأسست عام 2019 يقول: “نقوم بتجهيز الأهداف تلقائياً، ونعمل وفقاً لقائمة مرجعية. إنها تشبه حقًا عملية التصنيع”.

وأضاف “نحن نعمل بسرعة، وليس لدينا الوقت لدراسة معمقة للأماكن التي يجب ضربها. يتم تقييمنا بناءً على الأهداف التي نحققها وعددها”.

وحسب مصادر متعددة استشهدت بها المجلة، وبينما كان كبار مسؤولي “حماس” يختبئون داخل أنفاق غزة، وبعيدا عن الضربات والقصف الإسرائيلي، استخدم الجيش نظام “حبسورا” لاستهداف منازل مقاتلي الجماعة الإسلامية، وبلغ إجمالي عدد هذه الأهداف في قطاع غزة حوالي 30 ألفاً.

يستخدم نظام “الإنجيل”، الأدوات الرقمية لإنتاج الأهداف بسرعة، وتحسين المواد الاستخباراتية وفقاً لاحتياجات التشغيل.

ووفقًا لصحيفة “الغارديان”، ما زالت المعلومات حول كيفية عمل “حبسورا” غامضة، ولكن بعض الخبراء أكدوا في مقابلات مع الصحيفة البريطانية أن مثل هذه الأنظمة عادة ما تحتوي على مجموعات شاملة ومتنوعة من البيانات المأخوذة من عدد كبير من المصادر.

يشمل ذلك الاستفادة من صور ومقاطع فيديو للطائرات بدون طيار، وعمليات اعتراض الاتصالات والاستماع إلى المحادثات، واستخدام بيانات المراقبة، واستخلاص المعلومات من خلال مراقبة حركة الأفراد والمجموعات البشرية بشكل دقيق، والتركيز على أنماط سلوكية محددة. (يمكن تسجيل طريقة سير أحدهم كبيانات، ومن ثم يتم تحليل مشاهد فيديو لمجموعات بشرية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف تحديد شخص معين بينهم).

 

 

الأكثر قراءة