Der Spiegel ـ إسرائيل كانت على علم بخطط حماس الهجومية التفصيلية منذ أكثر من عام ومن الواضح أن المخططات الخاصة بمثل هذا الهجوم كانت متداولة في الدوائر الأمنية الإسرائيلية قبل أشهر من الهجوم الذي شنته حماس.
ويقال إن كبار القادة في الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات الإسرائيلية قد تم إبلاغهم بالخطط الهجومية لحماس قبل أكثر من عام من الهجوم ضد إسرائيل. ذكرت ذلك صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن وثيقة مكونة من 40 صفحة تم فيها وصف غزو الأراضي الإسرائيلية بتفصيل كبير. وتحمل الوثيقة اسم “جدار أريحا” ويقال إنها تشبه في كل تفاصيلها الهجوم الذي نفذه مقاتلي حماس من قطاع غزة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقد رفض المسؤولون العسكريون والمخابرات الإسرائيليون هذا السيناريو باعتباره صعبا للغاية ويصعب تنفيذه. نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مؤخراً تقريراً عن تحذيرات سابقة داخل الدوائر الأمنية الإسرائيلية، والتي قيل إن ضابطاً رفيع المستوى في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية رفضها باعتبارها “سيناريو وهمياً”.
وأظهرت المذبحة التي وقعت في البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة أن هذا كان سوء تقدير كبير. وأسفرت الهجمات عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة في قطاع غزة. ولا يزال بعضهم محتجزاً هناك.
اتبعت احماس المخطط “بدقة “، وفقًا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز، على سبيل المثال، تم إطلاق هجوم صاروخي واسع النطاق في البداية من غزة، ثم تم استخدام طائرات بدون طيار لتعطيل الكاميرات الأمنية وأنظمة إطلاق النار الأوتوماتيكية على حدود قطاع غزة.
إن حقيقة دخول مقاتلي حماس المسلحين إلى الأراضي الإسرائيلية على متن طائرات شراعية ودراجات نارية كانت أيضًا جزءًا من السيناريو القتالي المعروف سابقًا. ويبدو أن حماس أجرت تدريبات مكثفة قبل أشهر من الهجوم في شهر يوليو/تموز، أي قبل حوالي ثلاثة أشهر من وقوع الهجمات فعليًا، أجرت حماس تدريبًا شاملاً لمدة يوم كامل وقيل إنه يشبه النهج الموضح في المخطط.
وتظهر رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين السلطات الأمنية الإسرائيلية، والتي قامت الصحيفة بتقييمها، أن وحدة خاصة من المخابرات الإسرائيلية تم إبلاغها بالتدريب. ومع ذلك، يقال إن الجيش تجاهل التحذيرات. بالإضافة إلى ذلك، لم يعرف موعد محدد لتنفيذ الخطط.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، تحتوي الوثيقة أيضًا على الكثير من المعلومات الحساسة حول تمركز وقوة الجيش الإسرائيلي. وهذا يثير تساؤلات حول كيفية حصول حماس على معلوماتها، وما إذا كان هناك تسرب للمعلومات داخل السلطات الأمنية الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، فمن غير المعروف ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره من القادة السياسيين قد تم إبلاغهم أيضًا بالخطط. ومن المرجح أن يثير هذا الكشف جدلا جديدا حول المسؤولية عن الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل. والقضية الأساسية هنا هي كيف تمكنت السلطات الأمنية من الاستهانة بقدرات حماس إلى هذا الحد.
