t-onlineـ يريد الجيش الألماني الاستعداد بشكل أفضل للتهديدات المحتملة. وتخطط القوات الآن لإجراء تدريب كبير في هامبورغ.
ويخطط الجيش الألماني لإجراء مناورة دفاعية كبيرة في ميناء هامبورغ من الخميس إلى السبت تحت عنوان “العاصفة الحمراء ألفا”. وقال الجيش الألماني إن قيادة ولاية هامبورغ تقوم بتأمين جزء من الميناء بالتعاون مع قوات الأمن الداخلي. ومن بين أمور أخرى، سيتم إنشاء نقطة تفتيش.
الهدف من التمرين هو حماية البنية التحتية المهمة للدفاع، والحصول على نفس صورة الوضع على جميع المستويات، والتواصل بسرعة وأمان مع جميع المشاركين في التمرين. وينبغي محاكاة سيناريوهات مختلفة. ومع ذلك، فإن حركة المرور المدنية لن تكون جزءًا من التمرين ولا ينبغي إعاقتها.
الجيش الألماني يرد على التهديد الروسي
وقيل إنه بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، والذي انتهك القانون الدولي، فإن حرباً تقليدية في أوروبا قد تصبح ممكنة مرة أخرى في السنوات الخمس المقبلة. ويريد حلف شمال الأطلسي التصدي لهذا الأمر معًا. وهذا يتطلب نشرًا سريعًا لقوات الحلفاء من الغرب إلى الشرق. “بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي، تتمتع ألمانيا بوظيفة المحور. لذلك، يجب ممارسة تنظيم النقل العسكري عن طريق السكك الحديدية أو الطرق أو الجو، أو توفير المواد الغذائية أو الأسرة أو الإمدادات أو تأمين قوافل كاملة من المركبات من أجل أن يكون لها تأثير رادع موثوق به.”
أعلن عمدة مدينة هامبورغ بيتر تشينشر (SPD) مؤخرًا عن تدريبات عامة لمواجهة الكوارث والأزمات في هامبورغ. وقال تشينتشر في حدث نظمته المجموعة البرلمانية المحلية للحزب الاشتراكي الديمقراطي: “سيلاحظ الناس في هامبورغ هذا العام والسنوات القليلة المقبلة أننا نتدرب ونستعد بشكل نشط للكوارث والأزمات”.
هل أصبح الجيش الألماني جاهزًا للحرب؟
الهدف المعلن لوزير الدفاع بوريس بيستوريوس (SPD) هو جعل الجيش الألماني “جاهزًا للحرب”. كما وعدت الحكومة الفيدرالية بأن تحقق ألمانيا الحد الأدنى من الناتج المحلي الإجمالي المحدد في حلف شمال الأطلسي ــ أو ما يسمى بهدف 2% ــ لأول مرة هذا العام. والوسيلة لتحقيق ذلك هي إنشاء صندوق خاص بتمويل قروض بقيمة 100 مليار يورو للجيش الألماني.
ووفقاً لوزارة الدفاع، فإن حوالي 80% من الأصول الخاصة “مقيدة” حالياً. ويشمل هذا المصطلح القرارات الملزمة، مثل العقود والأوامر الملزمة أو حتى القرارات السياسية. ووفقا للخطط، سيتم ربط 100 بالمئة بهذه الطريقة بحلول نهاية هذا العام.
ومن ثم لا يمكن تمويل أي مشاريع جديدة من الصندوق الخاص، لكن من المؤكد أنها يمكن تمويلها من ميزانية الدفاع التي تزيد على 50 مليار يورو (“الخطة الفردية 14”). وبحسب التخطيط الحالي في سنة 2024، سيتم “إنفاق” الصندوق الخاص في نهاية عام 2027. ثم يتم استنزاف الأموال أو حظرها للمدفوعات المتبقية.
ما الذي حققه الجيش الألماني من حلال مشاركاته المكثفة في مناورات الناتو مؤخراً؟
مناورات الناتو“Arctic Defender” في ولاية ألاسكا الأمريكية؟
جلبت مناورة الناتو “Arctic Defender” في ولاية ألاسكا الأمريكية ابتكارًا مهمًا للجيش الألماني. وتدربت القوات الجوية هناك لأول مرة على قاذفة الصواريخ الأمريكية هيمارس. وقال متحدث باسم القوات الجوية إن الجنود الألمان نقلوا نظام الأسلحة الخاص بالقوات المسلحة الأمريكية في طائرة نقل من طراز A400M إلى مطار ميداني، حيث تم، من بين أمور أخرى، التدرب على تدمير موقع مضاد للطائرات للعدو. وجرت العملية في إطار المناورات العسكرية “المدافع عن القطب الشمالي”.
هيمارس هو نظام مدفعي لقاذفة صواريخ متعددة محمولة على شاحنة خفيفة وهو موجود أيضًا في الخدمة في أوكرانيا . وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت أنها ستمول ثلاثة أنظمة إضافية من الشركة المصنعة لوكهيد مارتن لأوكرانيا. و”المدافع عن القطب الشمالي” هو تمرين حربي جوي تقوده ألمانيا ويفترض فيه حالة التحالف -أي تطبيق المادة 5 من حلف شمال الأطلسي-. بدأت القوات الجوية في منتصف يونيو/حزيران تنفيذ مجمع تدريبات “سماء المحيط الهادئ 24” واسع النطاق لنقل الطائرات إلى أماكن أبعد من أوروبا.
مناورة حلف الناتو “المدافع الصامد”
تعد التدريبات الألمانية “كوادريجا” جزءًا من التدريبات الرئيسية لحلف شمال الأطلسي التي تسمى “المدافع الصامد”، والتي تم من خلالها تعبئة حوالي 90 ألف جندي في الحلف من أجلها. تشتمل التدريبات على أربعة محاور رئيسية، بما في ذلك الانتشار في النرويج (“الشمال الكبير”) وجنوب شرق التحالف (“الجنوب الكبير”). ويشارك أيضًا عدة مئات من القوات الخاصة من الجيش الألماني في “الخنجر الفضي”.
انصب التركيز هذا العام على مناورة “Grand Quadriga” في أبريل ومايو: “تنقل فرقة الدبابات العاشرة جنودًا بمركبات قتالية إلى ليتوانيا بطرق مختلفة وتظهر مهاراتهم القتالية في معركة هناك”، كما كتب الجيش الألماني. بالنسبة للجنود الألمان، هناك طريقان للنقل يؤديان إلى ليتوانيا، حيث سيتمركز لواء مدرع من الجيش الألماني بشكل دائم في المستقبل.
لأول مرة في مناورة، تم الجمع بين الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ودور ألمانيا كركيزة أساسية للدفاع عن أوروبا، فنقل القوات يعد بمثابة عمل عسكري أساسي ومهم للغاية. بل يجب أن تكون كل خطوة محسوبة. فحسب الخبراء فإن ما يتم ممارسته ينجح في حالات الطوارئ،
العملية التدريبية في روستوك ضمن مناورة”Quadriga“
في سيناريو التدريبات، قرر الناتو نقل أجزاء كبيرة من قواته إلى الجهة الشرقية عبر المركز اللوجستي في ألمانيا كرادع. كانت العملية التدريبية في روستوك جزءًا من سلسلة التدريبات الألمانية “Quadriga”، والتي تعد بدورها جزءًا من تمرين Steadfast Defender الرئيسي لحلف شمال الأطلسي.
كان أحد الافتراضات في سيناريو التمرين هو أن أجزاء أكبر من الجيش الألماني لن تكون موجودة في ألمانيا في حالة الدفاع، ولكن سيتعين عليها القتال في المقدمة. وينبغي بعد ذلك أن يتولى جنود الاحتياط وأفواج الأمن الداخلي الجديدة مهام الحماية العسكرية في ألمانيا ــ وأن يحصلوا على الدعم من قِبَل سلطات الشرطة وغيرها من المؤسسات. كما تم وضع الخطة التشغيلية لألمانيا (OPLAN) لهذا الغرض.
