وام ـ أكد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات مستمرة في خططها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة والمتكاملة، مضيفاً أن الدولة ماضية في تطوير قدراتها وخبراتها وتنويعهما في قطاع الطاقة لأنه العمود الفقري لجهود التنمية، وخططها مع التركيز بشكل متزامن على الاستدامة، وخفض الانبعاثات، خلال ترؤسه اجتماع مجلس إدارة أدنوك السنوي، في المقر الرئيسي للشركة، في أبوظبي.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في الاجتماع، بتحقيق النمو في قطاعات أعمال أدنوك المتنوعة، وتوفير إمدادات آمنة وموثوقة من الطاقة بشكل مسؤول لدعم انتقال منظّم وعادل ومنطقي ومسؤول في قطاع الطاقة العالمي، باستمرارها في تنفيذ نقلتها النوعية، وخفض انبعاثات عملياتها، وضمان مواكبة أعمالها للمستقبل.
وثمن رئيس الدولة، جهود أدنوك في مضاعفة قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات عبر حصتها في شركة مصدر، واتخاذها إجراءات عملية ملموسة لتحقيق أهدافها المرحلية لعام 2030، والمتمثلة في خفض كثافة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بـ 25%، وتحقيق صافي انبعاثات قريبة من الصفر من غاز الميثان، مؤكداً التزام الإمارات طويل المدى بدعم أمن الطاقة العالمي، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة.
ونوه رئيس الدولة بالدور المحوري لكوادر أدنوك في النجاحات المستمرة التي تحققها، مشيداً بجهودهم والتزامهم بالعمل، مؤكداً أن رأس المال البشري يُشكل أثمن موارد الدولة، وأن الدولة مستمرة في التركيز على تنمية رأس المال البشري وتطويره وتمكينه في شتى المجالات.
فرص النمو
واطلع المجلس خلال الاجتماع على الطرح العام الأولي لأدنوك لأسهم شركتين وحققا طلباً قياسياً، بجانب أول استثمارات دولية للشركة في 2023، ووجه المجلس بإعطاء الأولوية لاستمرار تنفيذ النقلة النوعية لتطوير أدنوك”وتحديثها ومواصلة بناء الشراكات واستكشاف فرص النمو الدولي لضمان مواكبة أعمال الشركة للمستقبل وتحقيق القيمة لدولة الإمارات وأبوظبي.
ويُذكر أن أدنوك أعلنت في ديسمبر(كانون الأول) الماضي، إبرامها اتفاقية بيع وشراء تستحوذ بموجبها على كامل حصة “أو سي أي” في شركة “فيرتيغلوب”، في خطوة تدعم استراتيجيتها الطموحة لتنمية أعمالها في الكيماويات، وتعزز خططتها لإنشاء منصة نمو عالمية لإنتاج الأمونيا، التي تعد وقوداً منخفض الكربون، وناقلاً للهيدروجين الذي يُتوقع أن يسهم بدور محوري مهم في مرحلة الانتقال في قطاع الطاقة.
واستعرض المجلس خلال الاجتماع، جهود أدنوك للوصول إلى هدف الحياد المناخي بحلول 2045 وتحقيق الريادة في القطاع، ووجه الشركة بتطبيق أحدث التقنيات لتسريع جهود خفض الانبعاثات، والتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتطوير الحلول منخفضة الكربون لدعم تحقيق هذا الهدف.
واعتمد مجلس الإدارة خلال الاجتماع، زيادة المبلغ المخصص للاستثمار في مشاريع خفض الانبعاثات والحلول والتقنيات منخفضة الكربون، إلى 84.4 مليار درهم، حيث ستشمل مجالات الاستثمار تطوير وتنمية أعمال الشركة محلياً ودولياً في إدارة الكربون، وتعزيز جهود أدنوك في خفض انبعاثات أعمالها والشركات المتعاملة معها.
انجازات
وأكد المجلس دور أدنوك المحفز للنمو الاقتصادي والصناعي في دولة الإمارات، واعتمد هدفها بإعادة توجيه 178 مليار درهم إلى الاقتصاد الوطني في السنوات الخمس المقبلة استناداً إلى نجاحها في إعادة توجيه 41 مليار درهم إلى الاقتصاد الوطني ضمن برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة في 2023، الذي نجح كذلك في توفير 6500 فرصة عمل للمواطنين في القطاع الخاص في العام الماضي، بالشراكة مع برنامج تنافسية الكوادر الإماراتية “نافس”، وبهذه الإنجازات، ترتفع قيمة المبالغ التي أعيد توجيهها إلى الاقتصاد المحلي منذ إطلاق البرنامج في 2018، إلى 187 مليار درهم، وعدد المواطنين الذين وظفوا في القطاع الخاص إلى 11500، منذ بداية البرنامج.
وأشاد المجلس بإعطاء أدنوك الأولوية لتطوير قدرات المواهب الوطنية وتعزيز مهارات كوادرها البشرية في التقنيات الحديثة الناشئة، بما يشمل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.
ونوه المجلس بتركيز الشركة على دعم مبادرة “اصنع في الامارات” بتشجيع التصنيع المحلي للمنتجات الصناعية الأساسية ضمن سلسلة التوريد لأعمال ونشاطات الشركة.
ووقعت أدنوك منذ 2022 اتفاقيات مع شركات محلية ودولية بـ 62 مليار درهم، ما سيمكنها من تسريع تحقيق هدفها المتمثل في شراء منتجات يمكن تصنيعها محلياً بـ 70 مليار درهم ضمن خطط مشترياتها بحلول 2027.
وتماشياً مع التزامها بالاستثمار في المجتمع المحلي، أشاد المجلس بنجاح برنامجها للمسؤولية المجتمعية، مثنياً على مساهمته باستثمارات تتجاوز 5 مليارات درهم منذ 2018، في تنفيذ برامج للمجتمع المحلي أثرت إيجابياً على 5 ملايين شخص في جميع أنحاء الدولة، من ضمنها استثمارات رئيسية في برامج تُركز على “تطوير العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات”، والرياضة وتحسين جودة الحياة، والثقافة والمجتمع، والتراث الطبيعي، ومشاريع لحماية البيئة المحلية.
وحققت أدنوك في 2023، العديد من الإنجازات والخطوات المهمة، حيث أنجزت اكتتابين أوليين لحصة أقلية من أسهم شركتي أدنوك للغاز، وأدنوك للإمداد والخدمات، وكان الاكتتاب في الثانية الأكثر طلباً في العالم في 2023، بينما كان الاكتتاب الأول الأكبر في العالم في الربع الأول من 2023. واستثمرت الشركة في مشروع “حبشان” الذي يعد أحد أكبر مشاريع التقاط الكربون وتخزينه واستخدامه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأعلنت قرار الاستثمار النهائي في مشروع تطوير حقلي “الحيل” و”غشا” البحري، وهو الأول عالمياً للعمل بصافي انبعاثات صفرية. كما أعلنت عزمها الاستحواذ على30% في حقل غاز “أبشيرون” في أذربيجان لدعم استراتيجية الشركة للنمو الدولي.
مستقبل منخفض الكربون
وكشفت أدنوك أداءها في خفض الانبعاثات لعام 2022، والذي أكد مكانتها الرائدة ضمن منتجي النفط والغاز الأقل من حيث كثافة الانبعاثات من عملياتها في الاستكشاف والتطوير والإنتاج في العالم. ووضعت الشركة برنامجاً طموحاً لإدارة التقاط الكربون يشمل مضاعفة التقاط وتخزين الكربون إلى 10 ملايين طن سنوياً بحلول 2030، أي ما يعادل التخلّص من انبعاثات مليوني سيارة تعمل بالبنزين سنوياً، ومن خلال امتلاكها لحصة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، تدعم “أدنوك” هدف “مصدر” بالوصول بقدرتها الإنتاجية إلى 100 جيغاواط بحلول 2030.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: “تماشياً مع رؤية رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتوجيهاته وبفضل دعم مجلس إدارة أدنوك، ولجنته التنفيذية برئاسة ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ومن خلال تضافر جهود موظفيها كافة، تواصل الشركة جهودها لدعم النمو الاقتصادي المستدام، والحدّ من الانبعاثات، وضمان مواكبة أعمالها للمستقبل، ولأنها مصدر رائد وموثوق للطاقة، تلتزم أدنوك بالإسهام في بناء مستقبل منخفض الكربون، وتحقيق انتقال منظّم وعادل ومنطقي ومسؤول في قطاع الطاقة”.
