الخميس, سبتمبر 19, 2024
16.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

السفير البريطاني إدوارد هوبارت: الإمارات تقود جهود معالجة تغير المناخ في الشرق الأوسط

البيان – تستعد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ «كوب 28»، في نهاية الشهر الجاري، ويعول المراقبون على نجاح الدولة في الخروج بنسخة متميزة تفضي إلى نتائج ملموسة على صعيد المهمات الموكلة للمؤتمر.

وفي هذا السياق، أكدت المملكة المتحدة وقوفها إلى جانب الإمارات في سبيل إنجاح المؤتمر، انطلاقاً من الحوار الاستراتيجي والعمل المشترك في شأن العمل المناخي، موضحة أن الإمارات تقود الجهود في الشرق الأوسط في معالجة تغير المناخ، عبر هدفها المتمثل في تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول سنة 2050.

وأوضح السفير البريطاني لدى الدولة، إدوارد هوبارت في تصريحات لـ«البيان» أن نطاق وعمق العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والإمارات أفضيا إلى التزام الجانبين استراتيجية «شراكة من أجل المستقبل» (P4F)، وقعها  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون في سبتمبر من سنة 2021.

وقال هوبارت: «يبرهن كل من الحوار الاستراتيجي والبيان المشترك على رحلتنا ومصالحنا المشتركة في شأن العمل المناخي، ومن ذلك الحفاظ على تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية والقدرة على الثبات في مواجهة تغير المناخ والنشاط المشترك لتسريع تحول الطاقة والتعاون في المشروعات طويلة الأمد التي من شأنها تعزيز تضافر جهودنا في ما يتعلق بالتغير المناخي والطبيعة والتمويل والتكيف والنظم الغذائية».

شريك تجاري

وأكد السفير البريطاني أن الإمارات أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنها تحتل المرتبة 13 أكبر سوق للصادرات على مستوى العالم والمرتبة 19 أكبر شريك تجاري، في حين أن المملكة المتحدة رابع أكبر سوق للصادرات غير النفطية للإمارات في أوروبا، وقد بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين الإمارات والمملكة المتحدة 21.6 مليار جنيه إسترليني في سنة 2022، منها 19.2 مليار جنيه إسترليني للتجارة غير النفطية.

وأعلن هوبارت أن الملك تشارلز الثالث سيحضر افتتاح «كوب 28»، كما أن المملكة سترسل وفداً مهماً إلى المؤتمر، مع تأكيد رئيس الوزراء حضوره أيضاً، معرباً عن ثقة بلاده بالتزام الإمارات تحقيق النتائج وبناء التوافق في هذا المؤتمر.

ووفقاً لهوبارت، تتوافق رؤية الإمارات لـ«كوب 28» مع أولويات المملكة المتحدة في مجال المناخ والطبيعة، مشيراً إلى تواصل البناء على المبادرات الناجحة التي تم إطلاقها في «كوب 26»، مثل الاجتماع الوزاري للمناخ والتنمية (المقرر أن ينعقد في نسخته التالية في أبوظبي في 29 أكتوبر)، ويتضمن ذلك الشراكة مع الإمارات لتعزيز العمل المناخي في العالم من أجل التحول في مجال الطاقة وخفض الانبعاثات وتمويل المناخ ووضع الطبيعة والفئات الأكثر ضعفاً في قلب جدول الأعمال.

أجندة الاختراق

وأوضح سفير المملكة المتحدة أن ثمة تعاوناً بين المملكة المتحدة ورئاسة «كوب 28» في شأن مبادرة «أجندة الاختراق»، التي تم إطلاقها في «كوب 26»، لتوفير مسار للحكومات من أجل توجيه وتسريع وتتبع الإجراءات ذات الأولوية لسنة 2030. وأضاف إن تقارير العمل ذات الأولوية التي أعلنتها وكالة الطاقة الدولية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة في سبتمبر توفر خريطة طريق واضحة لخطة العمل المناخي للإمارات، ومن ذلك تعهد الطاقة النظيفة بمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات في «كوب 28» وإزالة الكربون على المستوى القطاعي.

ويشدد هوبارت أن هناك إمكانات هائلة لكل من المملكة المتحدة والإمارات لبذل المزيد من الجهد المشترك لتسريع تحول الطاقة في الاستثمار في المملكة المتحدة، وكذلك في التجارة وسلسلة التوريد وعبر الاستثمار المشترك في بلدان ثالثة في أفريقيا وآسيا، والبناء عبرها على شراكات المملكة مع شركات الطاقة الرائدة في الإمارات مثل مصدر وطاقة وبيئة.

وأشار السفير البريطاني إلى التزام المملكة تركيز «كوب 28» على تقديم الدعم للإمارات عبر حوار السياسات من أجل الزراعة المستدامة والاختراق الزراعي، مؤكداً العمل مع الإمارات والبرازيل وألمانيا للمشاركة في استضافة إعلان وزاري يعترف بالتأثير المدمر لتغير المناخ في الصحة ويستجيب له.

نتائج تنفيذية

وأكد سفير المملكة المتحدة لدى الدولة في تصريحاته للبيان أن الإمارات تقود الجهود في الشرق الأوسط في معالجة تغير المناخ، عبر هدفها المتمثل في تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول سنة 2050، وتلتزم مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول سنة 2030 وضمان أن تكون 50 % من الطاقة الكهربائية مولدة من الطاقة النظيفة بحلول سنة 2050. وقد وعدت الدولة باستثمار مليارات الدولارات في مصادر الطاقة المتجددة على مستوى العالم، ومن ذلك المملكة المتحدة. وبالمثل، حددت المملكة المتحدة بعض الأهداف الأكثر طموحاً وحققت بعض التقدم في الحد من الانبعاثات من بين البلدان المتقدمة.

ولهذه الأسباب، يرى السفير أن الإمارات تقدم منظوراً مفيداً بترؤسها مؤتمر «كوب 28»، مرحباً بطموح الدولة للتغيير التحويلي.

الوقت يداهمنا

وإذ يؤكد السفير أن معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف «كوب 28» على حق في احتساب أن «الوقت يداهمنا»، يؤكد الحاجة إلى «المزيد من الطموح والمزيد من العمل والمزيد من النشاط لخفض درجات الحرارة العالمية».

ويأتي «كوب 28» في لحظة حاسمة، إذ يتضمن أول تقييم عالمي على الإطلاق للتقدم المحرز منذ اتفاقية باريس، ويزداد الضغط في كل مؤتمر للأطراف إذ أصبحت آثار تغير المناخ أكثر وضوحاً، ولذا، يجب على «كوب 28» أن يحفز على إحداث تغيير كبير في العمل والطموح.

ويرى أن الأولوية بالنسبة للمملكة المتحدة تتمثل في ضمان أن يقدم المؤتمر نتيجة تضع العالم على المسار الصحيح لإبقاء ارتفاع الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية وخفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول سنة 2030، عبر وضع خرائط طريق قطاعية وإجراءات للتخلص التدريجي من الفحم والوقود الأحفوري بلا هوادة.

صندوق الخسائر

ويشدد السفير على التزام المملكة إحراز تقدم في صندوق الخسائر والأضرار بحلول مؤتمر «كوب 28»، إذ تعمل المملكة المتحدة مع اللجنة الانتقالية، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ والأطراف، ومع المجتمع المدني لضمان تقديم ترتيبات التمويل الأوسع، كما تعمل المملكة المتحدة مع صندوق التعلم والتطوير وشبكة سانتياغو للخسائر والأضرار، والتي تساعد كل منها بشكل مُجدٍ البلدان المعرضة بشكل خاص للآثار الضارة لتغير المناخ.

ويرى أن البلدان يجب أن تفي بالتزاماتها بتعبئة التمويل للاقتصادات النامية (ليصل إلى 100 مليار دولار في سنة 2023)، فضلاً عن مضاعفة تمويل التكيف وتحقيق صندوق الخسائر والأضرار، ويطالب بأن تساعد النتائج الجديدة المتعلقة بالتمويل في «كوب 28» على توفير تريليونات الدولارات المطلوبة.

ويؤكد هوبارت الحاجة إلى بناء القدرة على التكيف مع التأثيرات المناخية الحالية والمستقبلية ووقف اتجاه فقدان التنوع البيولوجي العالمي بحلول سنة 2030، ويرى أن الأولوية الأخرى تتمثل في تقديم 20 مليار دولار لتمويل الطبيعة بحلول سنة 2025، ويشمل ذلك تدابير لسد فجوة تمويل الغابات، ومن ذلك الدعم النشط لحزم بلدان الغابات وإطلاق التمويل لأسواق كربون الغابات عالية النزاهة.

https://hura7.com/?p=6470

الأكثر قراءة