الجمعة, سبتمبر 20, 2024
24 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

ايهاب عنان سنجاري ـ الإنترنيت المظلم .. وعمليات الغرفة الحمراء

الإنترنيت المظلم .. وعمليات الغرفة الحمراء

إعداد : ايهاب عنان سنجاري باحث في مجال الذكاء الإصطناعي والأمن السيبراني

عند اعتراف شخصيات حكومية عراقية كانت تشغل مناصب مهمة في البلد عبر احدى القنوات الفضائية بأنها تعرضت هواتفها للإختراق ولمدة تجاوزت السنة لحين اكتشاف امرها من قبل مختصين وما آلت اليه من عمليات تنصت واستيلاء على ملفات تهم الجهة المهاجمة ، ناهيك عن ادراج اسماء من الرئاسات الثلاثة لحكومة السيد الكاظمي على قائمة الهواتف المخترقة ، هذا مانشرته مواقع مختصة ، يعُد أمرًا مفزعًا لجمهور مستخدمي الأنترنيت والهواتف الذكية ، ربما تراودنا فكرة بأن المعنيين بإلاختراق من الشخصيات التي تمتلك على هواتفها بيانات بالغة الأهمية تتعلق بالشأن السياسي الداخلي أوالخارجي ..ربما! ، أما نحن فمجرد متصفحين !! ، عذرًا ، هذا التفكير خاطئ ، فالخطر يعم الجميع وعمليات الإبتزاز الإلكتروني مثال يشهد القول ، هناك بيئة رقمية كاملة ترعى كل الأعمال الخارجة عن القانون تستطيع من خلالها التنفيذ والحصول على مايخطر ببالك بمقابل مادي .. مُشفر .

نسمع بالغرف المظلمة كتعبير مجازي للمكان الذي تُدار به الصفقات غير المعلنة والمؤامرات وماشابه ،هذا على ارض الواقع ، فالواقع الرقمي له غرفه المظلمة أيضا ، فهناك مايسمى بالويب المظلم الذي لا يمكن الوصول إليه من خلال محركات البحث التقليدية مثل Google أو Bing أو Yahooبينما يمكن الوصول إليه من خلال متصفح محدد يسمى Tor ، والذي يسمح للمستخدمين بالبقاء مجهولين ولا يمكن تعقبهم حيث تعتبر هذه الشبكة مركزًا للأنشطة غير القانونية مثل تهريب المخدرات وتجارة الأسلحة والاتجار بالبشر.

الأنترنيت المظلم هو جزء صغير من الأنترنيت العميق ، وهو جزء من الإنترنت لا تتم فهرسته بواسطة محركات البحث. تتضمن شبكة الويب العميقة مواقع الويب المحمية بكلمة مرور والخدمات المصرفية عبر الإنترنت والمواقع الأخرى التي تتطلب المصادقة. شبكة الويب المظلمة هي مجموعة فرعية من شبكة الويب العميقة التي يتم إخفاؤها عن قصد وتتطلب برامج محددة للوصول إليها.

أحد أشهر أسواق الويب المظلمة هو (طريق الحرير) ، الذي أغلقه مكتب التحقيقات الفيدرالي في عام 2013. كان طريق الحرير سوقًا للمخدرات غير القانونية ووثائق الهوية المزيفة وغيرها من السلع غير القانونية. تم القبض على مؤسس طريق الحرير ، روس أولبريشت ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة لإدارته السوق.

في حين أن الويب المظلم غالبًا ما يرتبط بالنشاط الإجرامي ، إلا أنه يعمل أيضًا كمنصة للصحفيين والمبلغين عن المخالفات والناشطين الذين يحتاجون إلى التواصل دون الكشف عن هويتهم. يمكن أن يحمي عدم الكشف عن هويته في الويب المظلم هؤلاء الأفراد من المراقبة الحكومية أو الانتقام ممن يكشفون عنهم.

ومع ذلك ، حتى استخدام الويب المظلم لأغراض مشروعة ينطوي على مخاطر. تعد شبكة الويب المظلمة بؤرة لعمليات النصب والاحتيال ، ويمكن بسهولة استهداف المستخدمين من قبل المتسللين أو البرامج الضارة. بالإضافة إلى ذلك ، تراقب بعض الوكالات الحكومية الدولية نشاط شبكة الويب المظلمة بحثًا عن نشاط إجرامي ، ولا يزال من الممكن تتبع المستخدمين ومحاكمتهم بسبب نشاط غير قانوني.

عند الدخول اليه ستكون ضمن آلاف المواقع للتجارة غير المشروعة ناهيك عن اختيار القتلة المأجورين لعملية قتل اي شخص في اي مكان في العالم بأساليب مختلفة معروضة يختارها الزبون كالدهس او القنص او … الخ .

ومن المواقع ايضًا متجر لبيع حزم من الحسابات لمواقع التواصل الإجتماعي مع كلمات مرورها ويعطيك نموذجًا للتجربة ، لاتستغرب ان يكون حسابك من ضمن تلك الحُزم ما لم تؤمنه بشكل جيد !! .

وما يثير من العمليات الإجرامية التي تدار هو استحداث ما يسمى بـ (الغرفة الحمراء) وهي عبارة عن عمليات خطف من قبل مجموعة خاطفين يعرضون من خلالها المخطوفين بثلاث مستويات، الأول عروض للمشاهدة فقط ، الثاني المشاهدة مع المشاركة بالتوجيه لأسلوب التعذيب والمستوى الثالث هو ان تكون بمفردك في الغرفة مع الضحية تتصرف به حيث تشاء من خلال توجيه الخاطف وهو الأعلى قيمة ، يتم تداول المبالغ بواسطة العملة الرقمية (البتكوين) .

يمكن أن يكون الويب المظلم مكانًا خطيرًا للتنقل فيه ، حيث نستطيع ان نلخص مخاطره بما يلي:

  • جرائم الإنترنت: غالبًا ما ترتبط شبكة الويب المظلمة بالجرائم الإلكترونية. تقدم العديد من مواقع الويب على الويب المظلم خدمات أو سلعًا غير قانونية ، مثل المخدرات أو البيانات المسروقة أو أدوات القرصنة.
  • عمليات الاحتيال: هناك العديد من عمليات الاحتيال على الويب المظلم ، وقد يجد المستخدمون أنفسهم يتعرضون للخداع من أجل المال أو المعلومات الشخصية. قد يتظاهر المحتالون بأنهم بائعون شرعيون أو أسواق ، لكن في الواقع ، فإنهم يتطلعون فقط إلى الاستفادة من المستخدمين المطمئنين.
  • البرامج الضارة: غالبًا ما يتم استخدام الويب المظلم لتوزيع البرامج الضارة ، والتي يمكنها إصابة كمبيوتر المستخدم وسرقة معلوماته الشخصية.
  • إنفاذ القانون: في اغلب الدول تراقب وكالات إنفاذ القانون الشبكة المظلمة لتعقب المجرمين. إذا كان المستخدم ينخرط في أنشطة غير قانونية على الويب المظلم ، فقد يتعرض لخطر الإمساك به ومواجهة عواقب قانونية.
  • العنف: تروج بعض مواقع الويب الموجودة على الويب المظلم لإيديولوجيات عنيفة أو متطرفة ، وقد يتعرض المستخدمون لخطر التعرض لمحتوى ضار أو حتى يصبحوا متطرفين.

لكل ماسبق ، ينبغي على الحكومات الأخذ بنظر الإعتبار المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها البنى التحتية للبلد والشخصيات الحكومية ناهيك عمّا يتعرض اليه الشعب في ظل الثورة التكنلوجية الحاصلة والتطور الإيجابي والسلبي بشكل متوازي وذلك من خلال تهيئة فرق أمن سيبراني على اعلى المستويات وتجهيزهم بكافة المستلزمات اللوجستية ليكونوا الدرع الحصين للتصدي للهجمات الألكترونية بخطوى جادة حقيقية لحماية أمن البلد والأمن الشخصي فأهميتهم لاتقل عن اهمية الجيش والشرطة والوكالات الأمنية.

 

https://hura7.com/?p=30224

 

 

الأكثر قراءة